يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
هناك نوع من البشر يتحركون في هوامش الحياة وعلى اطراف الفعل ولكنهم يجلبون الانتباه بتدخلاتهم الملتوية الجانبية، ولذلك السبب يبدون من زاوية ما منتصرين
فإن أنت قلت بخطر التبعية لفرنسا وعدم جدارة اللغة الفرنسية، قفز أحد هواة التحرك في الهوامش بالقول أن اللغة الفرنسية موجودة قبل مجيىء المحتل، وقد يزيد بالقول أن العربية ايضا لغة محتلين قدموا إلينا منذ اكثر من 1400 سنة، فيضيع زخم الموضوع الأول ويتجه الحديث لنفي تهم هذا الذي قام بفتحة جانبية في النقاش
وإن أنت قلت أن تونس صنعت طائرة خفيفة ثم تفرح باعتبار ذلك مقدمة لانجازات علمية وصناعية اخرى، يخرج أحد هؤلاء الذين لسبب ما يعانون من كره الذات وعقد النقص، فيبادر بالقول إن تلك الشركة لم تقم بصنع محركها في تونس فهي ليست طائرة تونسية كاملة، ويزيد فيقدم جرعة توجيهات قيميّة أننا قوم تافهون نحب المبالغات وأن علينا التحلي بالموضوعية ووجوب التعقل، ويضطرك لدخول نقاش فرعي حول أن عدم صناعة المحرك لايمنع من أنها تعتبر تونسية وأن لا أحد في العالم يصنع كل المكونات، لكن صاحبنا لايعنيه كل ذلك، إذ حسبه من الموضوع انتصاره الذي تمثل في خرق أحدثه في المسار الاصلي للنقاش بدا به المنتصر الوحيد
وإن أنت رفضت الوجود غير القانوني للمهاجرين ببلدك، قفز لك أحدهم مذكرا أن كلامك فيه نزعة عنصرية
فيكون من أثر ذلك أن يضعف زخم الموضوع الاساسي ويتفرع النقاش نحو دفع تهم العنصرية والاقناع بوجاهة المسألة الاصلية، وهو نقاش عبثي يتميع وينتهي لاستواء الترجيحات، فالذي يقول بخطر الوجود غير القانوني للأجنبي مثله مثل من يقول أن ذلك عنصرية
في كل هذه الحالات وفي غيرها الكثير، يكون ظهور هؤلاء الملتحقين بعديا بالنقاشات كحال من يركب الحافلة من خلال القفز داخلها من فتحة السقف، فيحدث تشويشا يعطل به السفر لكنه يكسب به انتباه الناس الذي يعتبره صاحبنا انتصارا
لذلك فان هؤلاء المتحركين على هامش الفعل والحياة يبدون دوما منتصرين، لكنه وهم الانتصار يقرب لوهم الصبية في عبثهم وخيالاتهم
---------
فوزي مسعود
#فوزي_مسعود
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: