فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 424 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
حينما نأخذ فردا يقوم بفعل ما، نلاحظ أن جزءا مهما من طاقاته تذهب لغير الموضوع الرئيسي من الفعل
يمكن ذكر المساحات الجانبية التي تتوزع عليها الطاقات وتضيع:
1- تبرير الفعل، حيث يكون صاحب الفعل مهموما بالغير العدو وجعله مسطرة لارضائه، والحال يفترض أنه غير معني أصلا بالتوقف عنده الا كموضوع مغالبة، أي نسبة للفعل لا يجب أن ينظر إلا لنهايته في مستوى تحققه لا النظر في الفعل قبل دخوله الوجود
2- قياس مدى ردة الفعل لدى الغير، فتراه يصمم فعله على حسب ارضاء هذا الغير وتجنبا لردة فعله، ما يجعل الفعل غير مستقل ابتداء وتابعا بالضرورة لمن تريد ارضاءه
3- الأخذ ب"خاطر" من يمكن أن يكون له حساسية ما من موضوع ذلك الرأي أو الفعل، وهذا يجعل الفعل غير متحرر وغير تلقائي مما ينقص من قيمته الأولية
4- الخلط بين الموضوعي والذاتي، وينتج عن ذلك استدعاء المستوى الشخصي من المسألة، فيتم القفز على محاور مهمة وتتجاهل وتنسى عداوة الاعداء وخطرهم، بداعي التعاطف مع المريض أو السجين والمرأة، فيكون تقصيرا دافعه غلبة المستوى الذاتي، الملاحظ أن هذا التقصير يفتخر به بزعم الجدارة الأخلاقية، بينما هو خَوَر إنجاز سببه خلل تصوري في مستوى الخلط بين الموضوعي والذاتي من أفعال الواقع
لكل هذه الاسباب تضيع طاقات الفعل لدينا، وتبدأ قوية ثم سرعان ما تتآكل بهذه العوامل المختلفة
الحل إذن إن أنت أردت الفاعلية في الواقع، أن تتجنب كل التعطيلات التي ستستهلك طاقاتك، عليك أن تمضي مباشرة للهدف واعلم انك لست ملزما بتبرير فعلك خاصة لعدوك لأنك إن بررت له رفعته من مستوى مغالب لمستوى مرجع ومسطرة تقيّم بها أفعالك (1)، لكن عليك أن تنتظر اللوم والقدح فيك الذي سيدور حول اتهامك بالتكبر والجفاء وغياب الأخلاق المزعوم حينما لاتقف مع العدو المريض أو المسجون
#مشكلتنا_فكرية_منهجية
------------------
(1) إضافة لما ذكرته أعلاه، لاتبرر صلاتك بذكر "الفوائد الصحية للركوع والسجود"، ولا بذكر الفوائد اللغوية نتيجة حفظ القرآن ولا أهمية صلاة الاستسقاء
من يرفض مرجعيتك هو يرفض الأصل وليس الفروع فما تفعله عبث، ثم إن الايمان ليس موضوع تبرير منفعي لكي تذكر المنافع المباشرة للعبادات