فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 419 محور: تفكيك منظومة فرنسا
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الحق لايصل للناس في الواقع تلقائيا وإنما يلزم قوة ما لذلك الغرض
القوة هنا بمعنى الوسائل وكل أسباب نقل محتوى الحق للفرد، والحق هنا بمعنى الفائدة التي تصل للفرد
مسار نقل الحق والفائدة يمر وجوبا عبر قوة ما، ومن يملك تلك القوة هو الذي سيتحكم في محتوى مايصل من ذلك الحق والفائدة للناس
هذا يعني أن الفرد لايقيّم ولايعنيه إلا مايصله من المعاني وليس تلك التي خرجت من عند مرسلها ومطلقها
إذن الحق أي معنى المفاهيم كالدين والرجولة والصدق والاستقلال والحرية، حينما يدخل الواقع لايكفي تقييمه لذاته أنه جيد، وإنما يجب تقييمه لما يملكه من قوة تمكنه من الوصول للناس من دون ضياع محتواه
ويمكن القول أنه نسبة للفاعلية، فإن القوة مقدمة على الحق، فالقوي يوصل معناه وغرضه للواقع ويفرضه، بينما صاحب الحق من دون قوة لايمكنه أي من ذلك
وهذا مايفسر نجاح منظومات الباطل في الاستيلاء على السلطة في مختلف البلدان العربية، وتحكم منتسبي الغرب على أدوات التشكيل الذهني من تعليم وتثقيف وإعلام، مقابل عجز غيرهم عن ذلك
والسبب أن الطرف الاول ينظر في أسباب القوة فيحصلها بينما الطرف الثاني لاينظر إلا للموضوع أي صحة هدفه ويعتقد أنه يكفي للنجاح
بالتالي نحن حينما نقيّم ونحكم على الافراد والمنظمات والأحزاب التي تتحرك في الواقع، علينا ان نتناولها من زاوية ما لديها من قوة تمكنها من إيصال ما تريد وليس فقط بمالديها من أفكار ومشاريع
القوة فيها مستويان، أولا المستوى اللامادي وهي الامكانيات اللامادية لإيصال المعنى وتجاوز العوائق، أي قدرات هزم العدو وهذا المستوى من القوة تدخل فيه أخلاق القوة من جرأة وثقة بالنفس وحزم
ثانيا المستوى المادي من القوة وهي عوامل القوة المادية أي التشكيلات المؤطرة للفعل كالأحزاب والتنظيمات والإعلام
يمكن القول أنه نسبة للواقع، لاقيمة لفكرة لاتستطيع إيصالها للناس وتستنقذها من أعدائك، أي لاتملك القوة بمستوييها اللامادي والمادي بغرض تنزيلها في الواقع