فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 419 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أوعية الأفكار تمثل خطرا حينما تمتد في الزمن، فالحزب والتنظيم والمذهب والفرد القدوة صاحب ومروج الفكرة، كلما تطاول به الوقت أصبح وجوده المباشر مصدرا للخلط بين الفكرة التي يفترض أنه ممثلها ومروجها وبينه هو الوعاء الحامل
أي أن طول الوقت يجعل الفرق بين الحامل والمحمول ضعيفا، لأن الناس يتجه ويقوى ادراكها لما هو مادي مباشر ويضعف مع المدركات العقلية أي الفكرة، فينتهي الحال بضمور الفكرة وتضخم حاملها أي الحزب والتنظيم والشخص، فالزمن يقوي الاتجاه نحو الحامل المادي أي التنظيم والزعيم، ويضعفه من جهة المحمول أي الفكرة
وبهذه الطريقة تتكوّن الصنميات التي تدور حول الحزب والشخص والتنظيم والمذهب، بالتوازي مع ضعف الإهتمام بالأفكار موضوع الأوعية الحاملة تلك
لذلك عموما كل فكرة محمولة من طرف حزب أو تنظيم أو مذهب، فإنها تغيب تدريجيا ويتحول اهتمام الناس عنها نحو الحامل والوعاء
والناس لا تنتبه في الأثناء لهذا التحول في موضوع اهتمامهم وانتقاله من المحمول للحامل أي من الفكرة لحاملها ومروجها، ولا ينتبهون لكون حماساتهم لم تعد تتجه نحو الفكرة وإنما نحو الحزب والزعيم، ولا يلاحظون أن حماسهم يتقوى أكثر من قبل، لأنها مواقف أصبحت تدافع عن موجود مادي يحفزها حضوره (التنظيم، الزعيم....) أكثر من الحماس السابق المبني على فكرة عائمة مهما كانت قوتها