البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك

الواقع أشد بؤسا مما نتصور: الضحايا حينما يدافعون عن وضع التبعية

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس   
 المشاهدات: 510
 محور:  المفكر التابع

 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


بقدرما كنت أعرف حجم الإقتلاع الذي تعرض له التونسيون من جدورهم اللغوية والعقدية، فإني أحيانا اكتشف أن الواقع أكثر سوءا مما أتصور

دخلت في الفترة السابقة القريبة، في حوار مع أحدهم ذي مستوى رفيع، ثم هو لا يبدو من المنتمين للمنظومة القديمة أي منظومة فرنسا، لكنه كعامة الناس يستعمل الفرنسية باطمئنان يعاملها هي واللغة العربية سواء، فعلقت لديه: أن مقالاتك يا سي فلان متميزة وستكون متميزة أكثر لو كتبتها بالعربية

فرد عليّ وانطلق معه حوار طويل جدا، كان مضمونه محاولته إقناعي بعدم جدوى استعمال العربية واستبعاد الفرنسية وعدم القدرة على ذلك لأننا لا نملك لغة جديرة بأن تكون محل الفرنسية
بدأ النقاش هادئا وأنهاه متوترا، ثم قام بفسخ الحوار أصلا، واعتقد أنه تبين أخيرا تهافت مبرراته، لكنه كان مجبرا أن يدافع عن سلوك فرض عليه من طرف خفي من دون أن يستشار فيه وهو استعمال الفرنسية

هذه العينات تبين أنه قد "اتسع الفتق على الراتق" وأن عمليات الاقتلاع من الجذور والإقناع بدونية الذات وهوانها وعدم جدارتنا الحضارية وصلت لحد اقتناع أساتذة الجامعات أن لغتنا غير جديرة بالاستعمال، هذه بعض نتائج ما أكتب فيه كل مرة وأعيد أنها عمليات التشكيل الذهني والاقناع بالتبعية وكره الذات

انظروا ماذا ينتج القصف الذهني، إنه يجعل الفرد مقتنعا بالتبعة للغير المغالب ويدافع عنها، ولا حاجة لفرنسا ساعتها أن تكون موجودة ببلادنا، لأن ضحاياها هم من سيتكفل بمهام الترويج لنموذجيتها والدفاع عن مصالحها

هذه العينات تذكرنا أن هواننا وتهتكنا وصل لمراحل خطيرة، وأن حربنا مع فرنسا كبيرة وصعبة، لاننا سنواجه بالتونسيين الضحايا الذين سيقفون متصدين لك قبل أن تتصدى لك فرنسا

الضحايا سيدافعون عن وضع الالحاق النفسي الذي يعيشونه فتطبعوا معه واصبح مكونا من شخصياتهم
التبعية الذهنية التي تخلق مفاهيم علوية اللغة الفرنسية ونموذجية فرنسا واحتقار الذات والاقتناع بعدم أحقية لغتنا في الاستعمال وما ينتج عن ذلك من مفاهيم اخرى كحتمية العجز والتيعة الاقتصادية، هذه تصورات تمثل ارضية الوضع الطبيعي لدى الضحايا ولشخصياتهم

وحينما تعرف أن أمثال هؤلاء الضحايا هم الذين يمسكون جامعاتنا ومعاهدنا ومدارسنا، فإنك ستتأكد أن مهمة التحرر من منظومة فرنسا عملية شاقة

--------------
فوزي مسعود
#فوزي_مسعود

الرابط على فايسبوك
الواقع أشد بؤسا مما نتصور: الضحايا حينما يدافعون عن وضع التبعية


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فايسبوك،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 5-06-2023  


تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء