يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
ألقاب من نوع: "الشيخ الدكتور"، تذكرني باللقب الذي كان لمحمد عبد الوهاب وهو: الأستاذ الدكتور اللواء الموسيقار محمد عبد الوهاب
منح محمد عبدالوهاب الجائزة التقديرية في الفنون سنة 1971 والدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون سنة 1975 ثم رتبة اللواء الشرفية من الجيش، فأصبح لقبه الذي يزهو به هو: الأستاذ الدكتور اللواء الموسيقار محمد عبد الوهاب
يريد أن يقول أنه جمع "المجد" من أطرافه كلها
نفس الشيء مع الجماعة المغرومين بمراكمة الألقاب كما يغرم الصبية بمراكمة هدايا العيد، فيجمع للقب الشيخ، لقب الدكتور، لايريد الفكاك من أيهما وإنما يأبى إلا أن يجمع "المجد" كاملا، وهما اللقبان الذان سيتمايز بهما اجتماعيا
وكان هذا السلوك البدائي مستشريا في دول الخليج حتى ألمّ بنا، فرأينا العديد من هؤلاء الذين يترددون على جامعة الزيتونة حيث يتعلمون من تلك المعارف التقنية تنتهي بشهادة دكتورا، في اختصاص لست متأكدا أنه يفيد واقعنا بشيىء، ثم يأتي صاحبها متهاديا، يقدم ألقابه تلك تسبق اسمه، ولعل بعضهم زاد فبدأ ذلك اللقب بفضيلة الشيخ وأخر ينهيه بحفظه الله، ويصر اخر على اظهارها في صفحات التواصل الاجتماعي أو غيرها من المناسبات
--------
مانعرفه أن عموم حملة ألقاب الشيخ الدكتور أو الدكتور الشيخ، لم يفيدونا بشيىء مما يعيننا على فهم واقع الانحطاط الذي نعيشه منذ أزيد من قرن فضلا أن تكون لهم مساهمة في التصدي لذلك، لأنهم أساسا لايحملون معارفا تعين على فهم ذلك الواقع وكيفية تحكم منظومات الغرب فيه، فهم مغرقون في معارف لاتخرج عن الاسلاميات في مستواها التقني (1)، وهي شهادات دكتورا لاتكاد تضيف لحاملها قيمة من حيث قدراته الفكرية، كما نرى هؤلاء من خلال كتاباتهم التي لاتكاد تختلف عن أي مما يكتب سائر الناس في السطحية والفوضى المنهجية
ثم هي شهادات دكتورا لسبب ما تدور حول مواضيع تعرض عن الواقع وتتجاهله، لذلك تكثر المؤسسات الجامعية التي توصف بالاسلامية من هذه التي تمنح سهادات أو شهائد الدكتورا من هذا النوع في اشد البلدان عداوة للاسلام، لان سادة الواقع يعرفون أنها معارف لا خوف منها وهذا معنى أن المعارف التقنية الإسلامية لاتغير الواقع (1)
نحن نعرف أن عموم هؤلاء المشائخ الدكاترة لم يساهموا في تنمية وعي فضلا ان يكونوا منتجين لفكر أو معاني تخرج المسلمين من واقع التّيه والدوران حول المركزية الغربية، بل إن كبار رموزهم المشائخ الدكاترة كانوا يرتزقون لدى الحكام ويكرسون وضعنا التابع للغرب، يستوي في ذلك جماعة المشرق وجماعة المغرب، لا يغير من هذه الحقيقة كونهم وصفوا بألقاب من نوع العلاّمة، فصار بعضهم يقرب لعبد الوهاب في طول الألقاب: فضيلة الشيخ الدكتور العلامة فلان حفظه الله أو رحمه الله
وإنما هي شهائد تزيد في تشويش مسارات تحرر الناس بما تلقي في روعهم أن ما يفعله اولئك الدكاترة المشائخ من الاسلام بل هو الاسلام وعلينا ان نكتفي بذلك وان لا نسمع لغير هؤلاء، وان يسكت الشيخ الدكتور عن التصدي للواقع ويكتفي بالفتاوي في الفقهيات، فأولى بمن هو اقل من الدكتور الشيخ او الشيخ الدكتور أن يسكت، وهذا معنى توظيف المعارف الاسلامية التقنية لتكريس واقع الإلحاق بالغرب والدوران كتابع حول المركزية الغربية التي لايتناولها هؤلاء بأي كلمة الا كلاما وعظيا تائها سائبا لا قيمة له في احداث التغيير
كل ما قلته اعلاه، قدمته بصيغة: "عموم" اي غالب من نرى، لذلك لابد أنه توجد استثناءات حتى وإن لم اتبينها فاني افترض وجودها، أولاء إذن يستثنون مما قلته اعلاه بذواتهم وتميزهم الشخصي وليس بمعارفهم التقنية
--------
(1) لفهم أنواع الكتابة وأن الكتابة التقنية لاتغير الواقع، ينظر لمقال:
أيّ الكتابة أقدر على تغيير الواقع
https://myportail.com/articles_myportail_facebook.php?id=10806