بغرض فهم الواقع علينا المزاوجة بين النظر الشمولي والنظر التفصيلي
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 622 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أرأيت الذي يستعمل أحد برامج التصميم الهندسي، كيف يقوم بتكبير المشاهدة تارة لفهم تفاصيل قطعة هندسية (zoom in)، ثم يرجع ويقوم بالتصغير (zoom out) ليأخذ فكرة عن الصورة الاجمالية للمشروع
كذلك نحن في تعاملنا مع الواقع بغرض فهمه، علينا النظر بتفصيل دقيق للأحداث ثم مباشرة بعدها نرجع فنقوم بنظرة عامة تبدأ من حدود الواقع وإطاره وتصميمه الأول لتفهم هذا الموجود وأسسه وأبعاده
إن بقينا في التفاصيل فقط فلن نفهم أين نتحرك ومن يحركنا ومن يتحكم بالواقع، والارجح سينتهي بنا الحال لمجرد أدوات تستعمل من طرف الغير، من دون الانتباه للأسس الفاسدة التي تؤطر واقعنا
وهذا هو الحاصل الآن، حيث لم ننظر للصورة الشاملة الاجمالية لواقعنا الذي تمّ تأسيسه منذ عقود من طرف فرنسا ومنظومتها
ثم كل من يأتي يقبل بذلك الإطار ويواصل التحرك داخله من دون مراجعته ويستغرق في التفاصيل، ويتحول كل الفاعلين لمجرد أدوات يصب خراجهم لمصلحة واضع الإطار الاولي لتونس ومصممه
نحن لم نقم أبدا بنظرة شمولية لفهم صورة واقعنا، لم نقم ب (zoom out)
حينما ننظر بشمولية لواقعنا، سننتهي لضرورة تفكيك منظومة فرنسا التي تحكمنا منذ عقود، كشرط أولي لازم لأي عمل سياسي أو ثقافي، وأنه لايصح القبول بالموجود والعمل به، لأنه صمم لخدمة مصالح فرنسا اللغوية والثقافية والاقتصادية، ولكي ينتج الاتباع لها من بيننا