فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 567 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
تبلغ السلبية بالفرد التابع أنه يعجز عن انتاج ذاتي لأبسط الاشياء
فالفرد التابع لايستطيع التعبير عن رأيه، فتجده في شبكات التواصل الاجتماعي يكتفي بنقل تعليقات وأقوال الغير، وإن كتب كلاما كان أقرب لخربشات الصبية في أول عهدهم بالكتابة والتعبير، كلاما لايكاد يحمل من معاني إلا البديهية أو مايقربها
والفرد التابع لايستطيع حتى قول رأيه الخاص في موقف من هذه المواقف التي تعترضنا كل حين، كالحزن والفرح والموت والانجاب، فإن دعي لقول أو بادر به، فإنه يعمد لنقل الأراء النمطية التي سبقها غيره لها
والفرد التابع لايستطيع حتى كتابة محتوى تافه من تلك النكات أو الطرائف المتهافتة المتداولة أو حتى الشتائم، فتجده ينقل كل ذلك عن غيره متحرزا أن يطولها بتحريف من إضافة أو نقصان
هذه السلبية التي يقبع فيها الفرد التابع باطمئنان ساذج، تجعله يعيد نقل وترويج كل مايصل إليه من محتويات وعِبَر وكل مواقف الجد والهزل، فيتحول لمجرد حلقة سلبية من سلسلة نقل المعاني
وسلبيته تلك تتعلق بمستوى المعنى ومستوى أداته، أي أنه تابع للغير ناقل عنه في المعنى خاصة المتعلقة بالأحداث وتفاصيلها، فتجده يتبنى تلقائيا آراء الغير وماتقوله حولها وماتفضله وما تنبذه ويعيد نقل كل ذلك ويتبناه من دون إبداء موقفه هو
وأما الأداة فهو يأخذ عن الغير طرق ردودهم وأساليب تصرفاتهم وأشكال لبسهم ودرجات وحدة مواقفهم في الجد والهزل
فهي تبعية صمّاء لا مدخل إليها، تطال كل طيف الموقف الفردي
ويمثل الفرد التابع من هذا النوع العنصر النموذج المفضل، في مشاريع الإلحاق بالمركزية الغربية ببلداننا، تستعمله منظومات تشكيل الاذهان لتمرير موادها التوجيهية ومشاريعها وذلك لسهولة توظيفه ولانعدام المقاومة لديه حتى في حدودها الدنيا وهي غياب التصدي بل التشكيك الذهني لديه
فالفرد التابع هو الأداة و الموضوع في المشروع الالحاقي الغربي الموجه ضدنا
************
فوزي مسعود
#فوزي_مسعود
#تأملات_فوزي_مسعود
#الفرد_التابع