يصف جمالها ويتغزل بها في محل شكرها على موقفها المقاوم
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 636 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
اعترضني منذ قليل منشور لأحدهم يتغزل بجمال محامية ترافعت عن سيف مخلوف، ولأنه عيّ يقرب للحمق فإنه على الأرجح كان يقصد الاشادة بها فإذا به يؤذيها من حيث لم يعلم، ولهزال المعنى لديه وضيق أفقه لم يفرق بين الجمال ومتعلقات الجسد وبين العمل المبدئي ومتعلقات الإنسان
وكنت قد لاحظت ذلك أيضا من قبل في حالات أخرى مع النساء اللاتي يخرجن ضد الانقلاب، حيث يتبارى البعض في نشر صورهن لإبراز جمالهن بالتركيز على لبسهن وضحكاتهن، ثم يفاخرون بذلك أي أنهم يجعلون التنازع مع الآخر المغالب، حول الجسد والجمال عوض أن يكون حول الأفكار والمشاريع الفكرية
وإباحة الفرد لنفسه تناول النساء بهذه الطريقة الفاحشة، أمر معيب موجب للنهي إذ هو اعتداء على حرمات النساء
- التفاخر بالجمال ومتعلقات الجسد الأنثوي تناول لبُعْد الجسد في المرأة وتوجيه النظر له مقابل إخفاء ضمني لبعد المرأة الانسان ذات الفكر والموقف المبدئي، وهو البُعد الذي كان سببا لخروجها لتلك التظاهرة أو كان سببا لوجودها في ذلك الموقف النضالي
فالتناول الجسدي تشويش على البعد الانساني والمقاوم في المرأة، لذلك يعمل المتحكمون في الواقع على تضخيم بعد الجسد في المرأة لتغييب بعد الإنسان المقاوم فيها
- المرأة في المركزية العقدية الإسلامية حينما تكون بالمجال العام فهي إنسان ذو مهمة تتمحور حول أدوار الإعمار وعموم مهام الفرد الرسالي في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومقاومة الظلم ومغالبة أرباب الأرض وطواغيته
بينما المرأة في المركزية العقدية الغربية حينما تكون بالمجال العام، فهي جسد بدرجة أولى ويمكن أن تكون أيضا ذات بعد انساني، لكن جعل المجال العام مسرحا لبعد الجسد الانثوي يحوله لساحة تنافس للتهتك مادام لايوجد ضابط يحد ذلك الهمّ والتكلف الجسدي، كما نرى ما يحصل بواقعنا الخاضع للمركزية الغربية
- هذا الانحراف في التعامل مع النساء المتحركات في المجال العقدي الاسلامي نوع من النقل عن الغير الغالب وسلوك تابع، يعني أن هناك تشويشا في المستوى الفكري لدى المنتمين المفترضين للمركزية الاسلامية، وهذا يوجب التأسيس و إحياء التناول الفكري وتأصيل الموقف مع المركزية الغربية وارجاعه لطبيعته أنه صراع مركزيات عقدية، بغرض توضيح مسارات كل أفعال المغالبة مع منتسبي منظومة فرنسا بتونس