البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك

جدلية المبدأ والواقع، هل نستدعي سند الواقع لتأكيد صحة الفكرة أم لتدعيمها

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس   
 المشاهدات: 430
 محور:  مقالات في المعنى

 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


تفكيك منظومة فرنسا (10): جدلية المبدأ والواقع، هل نستحق سند الواقع لتأكيد صحة الفكرة أم لتدعيمها

في تعاملنا مع السارق، هل يكفي في تكوين الموقف من السرقة فعل السرقة فقط، أم أنه يلزم موافقة الناس على كون ذلك الفعل سرقة ثم أن السرقة جرم

الفكرة المحورية موضوع هذا المقال أردت تبسيطها من خلال مثل السارق، لكنها منتشرة أفقيا بحيث تمس تقريبا كل مواقفنا وأفعالنا التي تصدر وتنتج عبر تقييم فكري وعقدي سابق، خذ مثلا بعض النماذج لذلك:

1- انقلاب قيس سعيد حسب القانون انقلاب غير شرعي على الأقل لدى شريحة معينة، هل يكفي ذلك الفهم القانوني والفكري والنظري لبناء موقف يقول أن ما وقع انقلاب، أم أنه علينا عدم الحسم في الحكم بكونه انقلابا أم لا، إلا بعد أخذ رأي الناس بقطع النظر عن القانون ووضوح رأيه، أي إن قبل الناس بالانقلاب فلنغير رأينا أيضا

2- اللباس المحتشم يفترض أنه أمر واجب في المجال العام، هذا كلام متفق عليه لدى المسلمين، لكن هل نكتفي بهذا التصور العقدي الفكري ونبني عليه مواقفنا أم نأخذ رأي الناس وضمنيا أدوات التشكيل الذهني من تعليم وتثقيف واعلام، وننظر ماذا يقررون ونبني عليه

وتفصيلا على هذه الفكرة، توجد الفكرة المقابلة وهي التهتك بالمجال العام الذي يفترض أنه أمر موضوع رفض، لكن هل ننظر لرأي الناس ونبني على ضوئه أي إن قبلوا بذلك التسيب فلنقبل به أيضا، وهو الامر الحاصل في الواقع
--------------------
هذا الموضوع إشكال فكري بالأساس وهو ليس جديدا، إذ في أصله جدال فلسفي يدور حول التنازع بين أصالة الفكرة و أصالة الواقع

أعتقد أن المسالة فيها تفاعل بين الفكرة والواقع وتأثير في الاتجاهين أي نوع من الجدلية ليس بقصد الحلول الذي يلغي كل الاخر، وإنما لدعم الموقف، لكن هذه الجدلية يجب أن تكون لها ضوابط لكي لا تؤول لمحورية مقابلة

أي أن الفكرة تتدعم من الواقع لتأكيد وجاهتها، والواقع يستنجد بالفكرة للتقوي وكسب الوجاهة والأرجحية

الفرق بين أصالة الفكرة وبين جدلية الفكرة مع الواقع، أن الحالة الاولى تقول بصحة الفكرة كمحور ومرجع ومنطلق وأنها في أساسها هي الصواب وأنها التي تزود الواقع أو التي يجب أن تؤثر فيه وتؤطر مجاله المفاهيمي

بينما حينما يكون هناك تفاعل وجدلية مع الواقع فإننا لانتحرك من موقع الذي يملك الأسس الفكرية لذلك الواقع وإنما هناك ضمنيا اعتراف أنه جزئيا لاينتمي إليك في أسسه وأنك تقبل بذلك وأن المجال المفاهيمي لاينتمي لك ولا يمثلك ولايدور في مركزيتك العقدية

من زاوية المركزيات العقدية، أصالة الفكرة تناول يبقي التحرك في المجال المفاهيمي المشتق من المركزية العقدية التي تقول بأصالة الفكرة وهي هنا الاسلام

ببنما أصالة الواقع تناول يقبل بالمجال المفاهيمي المنتج من جدلية الواقع مع الأفكار المتحركة، وهو الفهم المشتق من المركزية العقدية الغربية

إذن الاستناد للواقع يختلف معناه حسب المركزية العقدية المعتمدة

في المركزية العقدية الاسلامية الواقع يعتمد عليه لإنضاح الفكرة وتعديل تفاصيلها، من دون أن يمس ذلك الواقع من البناء المؤسس للفكرة، فالصدق والاخلاص والعفاف والشرف والحلال والحرام مفاهيم حدودها لايمكن كسرها وتعديها مهما تنوع الواقع، لكن تفاصيل وتنزيلات تلك المفاهيم يحددها وينضجها الواقع
الواقع يعتمد في المركزية الاسلامية لانتاح مجال مفاهيمي ثري، فالواقع هنا وظيفي ومفعول به لتأكيد الفكرة ودعمها

هذا يعني أنه لايسمح في المركزية الاسلامية أن يتحول الواقع لمسطرة لتحديد صوابية الفكرة المبدأ، أي أنه لايصح أن نعتمد اراء الناس لكي نقرر مثلا أن الحلال حرام أو أن الحرام حلال أو لكي نغير الافكار المؤسسة

بالمقابل في المركزية العقدية الغربية، التي تمثل الإطار المرجع لأدوات التشكيل الذهني في تونس من تعليم وتثقيف واعلام، الواقع يدور حول نفسه ولاتوجد نقطة بداية للفكرة، اي ان المركزية العقدية الغربية التي تمثل الاطار المرجع تعطي هياكلا للمفاهيم كالحرية وحقوق الانسان، لكن التفاصيل تتركها للواقع يحددها، اي ان المجال المفاهيمي المنتج في واقع معين يتحول لقطب مؤسس للفكر اكثر من المركزية العقدية ذاتها وذلك لان تلك المركزية لاتحوز تفاصيلا مثل المركزية الاسلامية وانما مفاهيما في مستوى علوي فقط غير زمانية ولامكانية

اذن الواقع وبالتحديد المجال المفاهيمي المنتج من خلال جدلية الفكرة والواقع يتحرك وينمو في الاتجاهين من دون ضوابط الا هياكلا مفهومية مؤسسة فصفاضة
هذه السيولة في التحرك تجعل الواقع ينتج معاني تسرف في شططها في كل الاتجاهات، ويصبح المتحكمون بالواقع هم سادته لانهم من يملك أدوات التوجيه والتشكيل الذهني، ونصل لحتمية اخضاع الناس لسلطة ما، مادام لايوجد اعتبار مؤسس يمنع ذلك التسلط

اذن الواقع بمعنى المركزية العقدية الغربية، عنصر يجب ان يكون محل شبهة ابتداء لانه نتيجة عملية تحكم وليس نتيحة ضبط مركزية عقدية عليا مستقلة كما هو الحال في الاسلام


************
---فوزي مسعود------
#فوزي_مسعود
#تأملات_فوزي_مسعود
#منظومة_فرنسا
#تفكيك_منظومة_فرنسا

الرابط على فايسبوك
. تفكيك منظومة فرنسا (10): جدلية المبدأ والواقع، هل نستحق سند الواقع لتأكيد صحة الفكرة أم لتدعيمها


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فايسبوك،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 30-01-2023  


تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء