البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك

الواقع يحمي نفسه ببناء الاصنام ووجوب الثورة وتفكيك المجال المفاهيمي

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس   
 المشاهدات: 342
 محور:  تفكيك منظومة فرنسا

 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


الواقع يقوم بإنشاء أصنامه وأوثانه لحماية وجوده، وأول الأصنام القوانين التي تصيّر بمثابة الآلهة تتعقب الناس في مايفعلون ومالايفعلون

ثم مع القوانين المؤسسة تتفرع منظومة ذهنية كاملة تروج لذلك الواقع، تقوم أدوات التشيكل الذهني بتداولها واتخاذها مرجعا،
ثم ندخل مرحلة الجدلية، أي أنه تصبح القوانين عاكسة لما تروجه أدوات التوجيه الذهني التي هي نفسها أطلقها المتحكمون بالواقع وأرادوها عاكسة لمنظومتهم العقدية وعموما مصالحهم

هذا الواقع ومكوناته اللامادية ينشىء ما لا التي أسميه المجال المفاهيمي، وهو المساحة التي تتحرك فيها التصورات والمفاهيم ومعانيها المنتجة في نطاق تفاعلها مع مكونات الواقع
أي أن المجال المفاهيمي لواقع ما هو تفريع من منظومة عقدية وفكرية كانت هي المنتجة لهيكل ذلك الواقع

المجال المفاهيمي لفرط تداوله مفاهيما معينة أنتجها المتحكمون بالواقع، ينتهي لصناعة المسلمات والفرضيات التي لا تناقش ولايرقى لها الشك في زعم الناس

فالمجال المفاهيمي يخلق مكبلات ذهنية تعيق حرية الفرد للتملص من الأطر المفاهيمية التي روجتها أدوات التوجيه الذهني، وتتحول عمليات التصدي لتلك المفاهيم عملية صعبة نفسيا وذهنيا وذات تكلفة مادية للفرد حينما يقوم بإعادة النظر في مسلمات الواقع

ثم إن كل من يحكم الواقع يبني مسلماته ويحرص على الترويج لها، وبعد عقود يجد الفرد نفسه محاطا بطبقات متراكمة من المفاهيم التي تتغذى من بعضها مادامت مراحل الواقع تشترك في نفس المركزية العقدية
اذ في تونس مثلا كل مراحل الحكم (بورقيبة، بن علي، "الثورة"...) انتجت كل منها مفاهيما وأصناما ذهنية، لكنها كلها تشترك في كونها تتغذى من المركزية العقدية الغربية
وهذا الوضع يزيد من صعوبة فعل مواجهة الواقع لأن الفرد إن نجح في الخروج من الطبقة التي يعيشها مباشرة من المفهوم فإنه سيجد نفسه في الطبقة التي سبقتها وهي التي انتجتها التي قبلها التي بدورها تتغذى من مسلمات المركزية الغربية

فالفرد لتونس لو أراد إعادة النظر في مسألة المرأة التي تمثل ركنا جوهريا وصنما داخل المجال المفاهيمي الذي توظفه منظومة فرنسا، لعورض من داخل صفه وجماعة حزبه وتنظيمه ولتبرؤا منه، وذلك لشدة فعل عمليات القصف والتوجيه الذهني التي خضع لها التونسيون ومنهم من يقدم كرموز حزبية وقيادية
بل حتى المتحدثون في أمور الدين من شيوخ ومفتين لايستطيعون طرح موضوع المرأة من زاوية المركزية الاسلامية، ورفض وجهة نظر المركزية الغربية التي يقع فرضها بتونس

العكس هو الصحيح حيث نجد كل هؤلاء يتدافعون لإثبات أن الحزب أو الاسلام يوافق ماتقول به المركزية الغربية

إذن هذا يقود لما يشبه استحالة تغيير الواقع من خلال أدواته الداخلية أي من خلال تغيير القوانين، لأن تغيير القانون لن يستطيع تغيير المجال المفاهيمي الذي أوجد ووافق على ذلك القانون لأنه بناء ذهني حصيلة عقود من حكم مركزية عقدية غربية

نصل هنا لحقيقة استحالة تغيير المركزية الغربية المؤطرة لمجمل البناء اللامادي بتونس من داخلها، وإنما يجب وجود عمل يهدف لتفكيكها مرة واحدة وهذا لايقع الا من خارجها وهو فعل الثورة أي تغيير المركزية العقدية، وقد بينت من قبل أن الثورة هي العمل الذي يقوم بتغيير المركزية العقدية المؤطرة للواقع (1)

إذن لن نتحرر من فرنسا إلا الا بتفكيك مركزيتها العقدية التي تحكمنا منذ أكثر من قرن، ولن يحصل ذلك الا بثورة جذرية

------
(1) ينظر: مقياس الثورات
https://myportail.com/articles_myportail_facebook.php?id=10567


************
---فوزي مسعود------
#فوزي_مسعود
#تأملات_فوزي_مسعود
#منظومة_فرنسا
#تفكيك_منظومة_فرنسا

الرابط على فايسبوك
. تفكيك منظومة فرنسا (7): الواقع يحمي نفسه ببناء الاصنام ووجوب الثورة وتفكيك المجال المفاهيمي


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فايسبوك،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 28-01-2023  


تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء