التونسي الذي أحرق نفسه بنابل: موضوع المرأة حينما يكون ذا تناول عنصري وليس تناولا انسانيا
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 3121 محور: مختلفات
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
التونسي الذي أحرق نفسه البارحة في مدينة نابل، تبين أنه أقدم على ذلك بفعل الضغط المادي والقهر الاجتماعي المسلط عليه، حيث أنه طرد من عمله ثم إنه مطالب أن يدفع جراية شهرية لطليقته تسمى "نفقة" والا سجن، فخيّر انهاء حياته على ان يُذلّ من طرف اجهزة دولته وقوانينها العرجاء
تتحرك تونس منذ عقود حكمها من طرف منظومة فرنسا بمستوى مفاهيمي ينتهي لتخريب المجتمع وتفكيكه، من أجل إرضاء تصورات نمطية وافدة ومغالبة لنا، ألزم الكل بتحقيقها و أولها حقوق المرأة حسب تصور المركزية الغربية ومجالها المفاهيمي
تتناول مسألة المرأة بطريقة عنصرية وليست انسانية
التناول العنصري الحالي يجعل الافضلية للمرأة في سياق التنازعات، فيخلق تمييزا وعنصرية وظلما ضد الرجل وهذا ينتهي لخلق اخلالات اجتماعية كبيرة
المشاكل الاجتماعية ليس سببها التمييز ضد المراة تحديدا، وانما ذلك التمييز ذاته نتيجة لمشاكل اخرى، اذن فتمييز المرأة إيجابيا لن يقوم بحل اصل التنازعات الاجتماعية وانما سيخلق مصدرا اخر للمشاكل، فتتفاقم عاهاتنا الاجتماعية ونتجه لحالة التّيه الاجتماعي كما نرى الان
التمييز الايجابي للمرأة وظلم الرجل الضمني، في حالة الطلاق، يلزم الرجل بالنفقة مهما كان وضعه الاجتماعي، فينتج عن ذلك تفقير الرجل المطلّق وتصييره عاجزا عن الزواج مرة اخرى مادام ملزما بالصرف على امراة لم تعد زوجته، في الاثناء قد تكون تلك المرأة المطلقة ذات مدخول مادي أفضل من طليقها، ثم يتحول كلاهما لمشاريع منحرفين اخلاقيا محتملين، وهذا يقود للخراب الاسري وضياع الذرية، كل هذا الخور ترعاه منظومتنا القانونية المشتقة من المجال المفاهيمي للمركزية الغربية، التي تصر على الزامنا بمفاهيم غربية حول المرأة والاسرة
مسألة النفقة هذه يجب اعادة النظر فيها، لايعقل ان يلزم الطليق بالنفقة اذا تبين ان زوجته لها دخل مادي، ولايجب ان يلزم الطليق بالنفقة اذا تبين ان ليس له دخل ولتتحمل طليقته المسؤولية حيث انها كانت تعرف ظروفه المادية قبل الزواج
لا يجب ابدا الوصول لسجن الرجل من اجل انه لم يدفع لامراة كانت زوجته مبلغا ماليا، مالذي نجنيه حينما نحوّل رجلا اختلف مع زوجته وطلق، لسجين
هذا الذي يحصل الان بسجن الطليق جنون، هذا جنون وتخريب للمجتمع يجب ان ينتهي
يحب التحرر من أفق المركزية الغربية ومفاهيمها وقوانينها التي تكبلنا وتدمرنا واوردتنا الهلاك