فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 670 محور: مقالات في المعنى
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الكلام والفكرة عموما، يجب أن يكون متناسقا مع سياقه من زاوية المعنى وقوته المعيارية
فإن تشكر عليك أن تشكر بأفضل مما عليه الموجود وإلا تحول شكرك لذم
وإن تذم عليك أن تذم بأشد من الموجود وإلا تحول ذمك لمديح
تصور أحدهم يمدح ملكا فلم يجد غير أن يمدحه في الاكل أو في اللبس، فهذه تمثل إهانة وتعمل على التخفيض من سقف جدارة صفات الملك الاخرى
البعض يذم المنقلب قيس سعيد بأمور لاتمثل أي قيمة أمام أفاعيله الاخرى، فهذا الذم يعمل على تحويل السقف فينزله وينزل معه مستوى اللوم وبالتوازي ترتفع قيمة المنقلب لأنه لوم يعني ضمنيا أنه لاتوجد مآخذات أعلى من ذلك، فيكون ذلك الذم غير السليم أداة للرفع من قيمة موضوع اللوم، كأن يذم قيس في خِلْقته أو طريقة كلامه
ويذمون أنصار الانقلاب في أخطائهم حين الكتابة وطريقة لبسهم، فهذا ضمنيا تبرئة لهم من أخطاء أكبر والا لو كانت موجودة لتناولوها واكتفوا بها لخطورتها
وتجد أحيانا من يذم فرنسا في مواضيع تافهة كأن يذمها في مسألة التأشيرات وتعطيلها التونسيبن، فهو هنا قام بإنزال سقف اللوم الموجه لفرنسا كرمز لقوة الاحتلال، لمستوى منخفض اي انه ضمنيا تجاهل افاعيلها الكبرى الاخرى واهمها تحكمها فينا من خلال منظومتها التي اسستها منذ عقود، فهذا اللوم التافه يعمل على تسييل مواضيع خطر فرنسا وتجاهلها، فيكون هذا الفعل سببا لتحويل مستوى سقف اللوم الموجه لفرنسا، فينخفض وينتهي هذا للمساهمة في رفع صورتها من خلال تخليصها من اوزار كبيرة يعمل تونسيون اخرون في مسار مقاومتهم لها، على الصاقها بها