يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الحرية بعض معانيها أنها مجال الفعل الذي لا يسعى صاحبه لإرضاء الغير و أنها لا تاخذهم بعين الاعتبار، حين انجاز الفعل أو إعلان فكرة بالقول أو الكتابة
وجود جهة ما كسلطة يخاف منها أو يسعى لارضائها او تطلب مودتها، يجعل العملية كلها تحت عامل مقيد وضابط
أي يصبح التفكير خاضعا ضمنيا لقيد ما، هذا معطل للمسار الاولي لعملية انتاج الفكرة
ولو مضينا أكثر في نفس المنحى، فسنجد أن العلاقات الاجتماعية وعموم الارتباطات التي يكونها الفرد، وإن كانت ذات فائدة في الاعمال والعلاقات الاجتماعية، لكنها من حيث المواقف والرأي، تتحول لمعطلات وكوابح
لذلك هناك علاقة عكسية بين حرية الفكرة و أصالتها وقوتها من جهة، وبين كثرة عوامل الضبط والتوجيه والتاثير التي يخضع لها الفرد من جهة ثانية، حيث كلما زادت الجهة الاولى قلت الثانية والعكس صحيح
أي أن علاقاته الاجتماعية والتزاماته تتحول لمكبلات فكرية تمنعه من المصارحة بارائه أخذا بخاطر معارفه وعناصر علاقاته
لذلك تظهر الافكار الثورية الجذرية لدى من لا يملك ارتباطات بالشبكات المؤثرة بالواقع، اي لدى المتحررين من عوامل الشد الاجتماعية والاقتصادية
إذن الفكر الحر لا ينتظر صدوره ممن تكثر ارتباطاته وتتشعب مصالحه لأن كلامه سيخضع لتحديدات عديدة، فيخرج منمقا مشذبا بحيث يرضى كل الناس وهو ما لايصح، فهو كلام لايكاد يحمل قيمة تذكر