فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 536 محور: التدين الشكلي
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لسبب ما يعتقد الكثير أن الإسلام طقوس جعلت للكآبة والحزن، و أنه يفسد الحياة ولاَيصْلَح للمقبلين عليها
فهؤلاء لايفهمون ولايستوعبون أن تجلس وتنصت للقرآن هكذا في وسط النهار وأنت في وضع سوي طبيعي، فإن فعلت اعتقدوا أن مأساة من موت أو مرض مهلك، حلت بمحيطك
وهم يرون أن الفتاة النّاهد لايحسن بها الحجاب، وهم يتزيّدون فيزعمون أن "من الحرام" أن تخنق تلك الفتاة تطلعاتها للحياة وتقبر جمالها وجسدها في لبس يخفيها، فكيف سيراها الغير ويقيّم جمالها وكيف ستجد زوجا
وهم يرون أن لا بأس للشاب أن يطأ المحرمات بل ويلج ساحاتها، وهم يقولون أنها أمر لازم للفرد في مسار تكوين شخصيته
أمثال هؤلاء هم الذين يمثلون العثرات التي تسد الطريق على الصادقين الملتزمين بالاسلام، وهؤلاء هم الذين يفسدون إسلام العقيدة ويمنعونه من أن ينتشر فيصدونه ويصدون عنه
فهؤلاء لا يكفيهم انحرافاتهم، بل إنهم يعتزون بإثمهم فيثنون الغير ويعطلونهم ويسفهونهم إن رأوا غير ما يرون وفعلوا غير مافعلوا ففهموا الاسلام باعتباره نظام حياة وليس طقوسا تقرب للشعوذة
أمثال هؤلا كانوا ومازالوا أدوات الانظمة المحاربة للإسلام، اذ تطارد الملتزمين به، وكان هؤلاء عونا لها، بل كانوا يسندونها في معاركها التي لا تنتهي ضد اصحاب التوجهات الاسلامية ليس تزلفا فقط وانما عن قناعة أن هؤلاء يتخذون الاسلام ويفهمونه على غير فهمهم المهلهل، فلكأنهم ينفذون ثأرا شخصيا
وكان من شدة حقد هؤلاء على متخذي الاسلام نمط حياة، أن أوصلوا أفراد أسرهم للسجون والمعتقلات والجلادين، فكم من أبناء الحركة الاسلامية دخل السجون وعذب وشرد بفعل وشايات أقاربهم من هذا الصنف الذي نتحدث عنه
هؤلاء الذين إذا بلغ أحدهم مراحل الشيخوخة تذكر أن هناك مسجدا بالجوار، فأقبل عليه متثاقلا مدفوعا إليه بحكم العادات، لذلك فإن إقباله ذلك لا يترك فيه أي أثر يدفعه لنهي حفيده مثلا عن المنكرات التي تتلبسه ويتلبسها يشاهدها رأي العين ويتجاهلها، أو حتى قول كلمة حق ومعروف في محيطة حيث ابنه الكهل يعوم ويغطس في الموبقات التي كان هو سببا في تنشئته عليها
هؤلاء هم الذين إذا تقدمت إحداهن في العمر وبلغت مراتب الجدة، رأيتها تعمد لتغطية رأسها، وهي تقول أن ذلك من الدين تريد أن توحي بتدينها، ولكن أَوْبَتَها المتأخرة تلك لا تجاوز ساحتها لغيرها، فهي لا تملك الحد الأدنى من الإيمان الذي يكفي لنهي ابنتها الكهلة أو حفيدتها عن التبرج أو إتيان الانحرافات المتعددة التي تقبلان عليها باتصال
إنه تدين يقرب للطقوس الموسمية والمناسبات الاجتماعية، إنه تدين الشيوخ والعجائز الذي يمثل عامل اندماج اجتماعي أكثر منه فعلا دينيا بمعنى التقرب لله حسب نواهيه وأوامره
هذا هو الذي سميته من قبل إسلام الهوية وإسلام الثقافة الذي يصد عن إسلام العقيدة