فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 451 محور: التدين الشكلي
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
وصف التدين حينما يضاف لشخص ما، تصور نابع من فهم غريب عن الاسلام وهو تصور كأنه مشتق ومتأثر بالمسيحية والعلمانية
التدين يفترض ضمنا أن هناك سلوكا طارئا يسمى تدينا وذا ملمح مخالف لباقي السلوكيات، حل في ذلك الفرد وأن وضعه الطبيعي أو لنقل السابق كان من دون دين، ثم جاء الدين فألبس له وحل به
فالتدين رداء منفصل عن الشخص، ولما كان كذلك فهو فعل موسمي ومناسباتي
بينما الاسلام ليس رداء، الاسلام أتى ليكون لصيقا للفرد وبالفرد، الاسلام نمط حياة، المسلم يعيش الاسلام ويتقمصه ويتشربه لدرجة أنه يؤثر في سلوكه بحيث يكون جزءا منه وليس رداء ينزعه ويلبسه في المناسبات
الفرد المسلم ليس متدينا لأن ليس هناك ماليس في الفرد المسلم مما ليس من الدين والوصف الدوري لايصح في ماهو أمر ثابت في الموجود، لايمكن فصل الدين عن الفرد المسلم ولافصله هو عن الدين، أمر المسلم كله دين، فنومه وصحوه من الدين وجدّه وهزله كله دين لان تلك مجالات تأخذ مفاهيمها من الاسلام ومنضبطة به، فالمسلم اذا تحدث قال مايرضي ربه واذا سكت كان ذلك في غير ما يغضب ربه، واذا غضب لم يجاوز حمى ربه واذا فرح لم يخرج عن طور الاسلام
بالمقابل فان التصور المسيحي والعلماني المتفرع منه جعل الحياة مستقلة عن الدين، وجعل الدين مساحة من حياة الفرد من ضمن مساحات حياته المتعددة، مساحة تدينه تحدد بالوقت والمجال والمناسبة
لذلك يصح القول عن المسيحي أو المتهتك أغلب حياته، أنه متدين حينما يؤوب لربه فترة، أما المسلم فلايصح أن نقول عنه أنه متدين لانه متدين بطبيعته ولايمكن إلا أن يكون متدينا، أي أننا حينما نصف المسلم بالمتدين فإننا نعطي شرعية للانحرافات، إذ معناها أنه يوجد مسلم غير متدين وهذا لايصح، علما أن التدين لايعني التوفيق في فعل الالتزام بالاسلام وإنما يعني وجود فعل السعي للالتزام به