فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 480 محور: المفكر التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
كتبت من قبل حول أن المفكر التابع يمثل الوجه الثاني الأخطر للفرد التابع و أنه تحول لأداة إلحاق بالمغالب العقدي والفكري، وأن جامعاتنا في شق الانسانيات ومؤسساتنا الفكرية أصبحت أدوات لاعادة إنتاج معاني تكريس المجال المفاهيمي الغربي المغالب والاقناع به، من خلال تبني مفاهيمه ومصطلحاته وحتى زوايا نظره وتفسيره للتاريخ والأحداث
كعينة لما أقول، لديكم في الصورة المصاحبة برنامج لندوة فكرية حيث يدرس فيها أحدهم نموذجا لمسألة الخوف في علاقة بالكتابة، ولم يجد لتدعيم طرحه الفكري من تاريخ كل الخليقة إلا حكاية تضييق الفقهاء ضد ابن حزم، في إعادة لطرح تداولات المركزية الغربية التي تعادي مركزيتنا وتاريخها وتشوهه بمثل هذه التناولات النمطية والاحداث المنتقاة
المفكر التابع الذي يمثل هذا الباحث نموذجا له في مستوى اختياره للموضوع، باعتباره ضحية منظومة تشكيل ذهني كانت إطار اخضاعنا طيلة عقود، أنتجت منه مدرسا، سيكون دوما مهموما بالاقناع بزاوية النظر تلك التي تشربها معتقدا أنها من العلم ولوازم الفكرة
والا لو كان متحررا من الضبط العقدي الخاضع الغربي المتشرب في نواحي البرامج التي تدرس بجامعاتنا ومجمل منظومتنا للتشكيل الذهني، لوجد نماذجا أخرى تؤكد معاني الخوف وضغط السلطة الدينية على المفكرين، بل إن التاريخ الأوربي سيكون نموذجا أكثر غزارة في هذا المجال
تاريخ اضطهاد الكنيسة الاوربية للمسلمين المتأخرين بالاندلس ولكتاباتهم والخوف الذي عمهم وانتاجاتهم الفكرية والادبية المخبأة وملاحم مقاومتهم للمتابعات، كلها نماذج جيدة لمسألة الخوف والدين والكتابة
هذه عينة حول معنى تحول جامعاتنا لأدوات إعادة ترويج للمركزية الغربية ومفاهيمها، أي تحول تلك المساحات لمجالات خادمة للغير في مستوى مفاهيمه وطروحاته الفكرية وضمنيا الترويج وتثبيت مركزيته العقدية، مما يجعل من هذه المؤسسات الجامعية التابعة للغير، مساوية من حيث خطورتها الالحاقية، لأدوات تشكيل الاذهان الأخرى التي تتحكم فيها منظومة فرنسا أي التعليم والاعلام والتثقيف