|
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك |
توظيف الأفهام القاصرة لمتون الدين في سياق التنازع اليومي فوزي مسعود - تونس
المشاهدات: 500 محور: التدين الشكلي  يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط قرأت لأحدهم وهو يقول أن قيسا وجه شؤم لم تنزل الامطار منذ أظلّنا، بينما حينما حكمت "النهضة" أغرقتنا الأمطار والثلوج وعمت الخيرات وهم يفسرون أن الله يمنع المطر عن الأماكن التي تكثر فيها الموبقات وتقرأ لبعضهم أن فلانا ألمَّ به ذلك المرض وحطمته تلك المصيبة من بعد يَسار ومجد، وأن ذلك كان بعض جزاء عن أفعاله السيئة، فهو كان شريرا لم يقم بإعطاء حقوق إخوته من الإرث ونهب الأموال التي استؤمن عليها في العمل وهم يفسرون أن تلك المصيبة جزاء أفعاله السيئة وأن من يصاب في جسده أو ماله فبسبب الذنوب يمكنني أن أطيل في ذكر عينات أخرى من هذا الصنف من الفهم، لكن هذا يكفي لأن مايهمني هو تناول نمط "التفكير" الذي يحكم هذه التصورات، وهي بعض أعراض تديننا الفاسد سأثبت قصور تلك التفاسير من خلال نقضها إذا كان المطر دليل تقوى، فماذا نقول عن البلدان الغربية التي تعج بالموبقات وكل أصناف الفواحش، ثم هم بالتوازي تعمهم الامطار وكل خيرات الطبيعة باتصال، فهل أولئك تقاة وإذا كانت المصائب حينما تنزل بفرد فهي دليل فساده، فماذا نقول عن أبناء الحركة الاسلامية الذين كانوا أكثر من نزلت بهم المصائب، ثم هم بالتوازي، و بما أعرف، أكثر الناس تقوى وخشية لله فكيف ستستعمل قاعدتك تلك التي تربط المصائب بفساد الفرد أحكام الناس التي تربط المطر بشيوع الفساد فيها أساس صحيح ولكنه بعض من الصحة والذين يربطون المصائب الفردية بفساد المعني، كلام فيه بعض صحة ولكنه ليس كل الصحة المشكلة تقع في مستوى أننا نأخذ بعضا من الشرط ونعتقد أنه الشرط الوحيد ونعممه، فالقرآن يعلمنا أن الموبقات انتجت الابتلاء والجفاف والمعيشة الضَّنْكا للمُعْرض عن ذكره، لكن القرآن لم يقل أن هناك تلازما في الجهتين ولا أن الانحرافات هي الشرط "الوحيد" للابتلاءات وفساد المصير سأفسر هذا الكلام بأمثلة من الواقع نقول في كلامنا العادي، أن العمل يؤدي لكسب المال، فالعمل هو شرط للكسب لكنه ليس الشرط الوحيد، فيمكنك أن تكسب المال من دون عمل، بالوراثة أو بالصدقات أو ببعض أنواع أخرى من موجبات الحصول على المال كما أنه يمكنك أن تعمل ولاتكسب المال، هذا يعني أن توفر ذلك الشرط لوحده و إن كان لازما فهو لايكفي، فعليك إضافة للعمل أن تكون من جنس معين أو من منطقة معينة وغيرها من الشروط الاخرى إذن القاعدة الحقيقية لكسب المال تصبح على غير ما نتداولها وستصبح: شرط1 + شرط2+شرط_عدد ما=كسب المال إضافة لذلك، هي شروط إما تجمع بالمعنى المنطقي أي يلزم توفرها كلها والا انعدمت النتيجة واما تجمع بالمعنى الرياضي مع ضوارب قوة، أي شرط العمل بقيمة كذا (توفر شهادة علمية بمستوى معين) وشرط الجنس بقيمة كذا (الجنس مع شرط عمر معين) وغيرها فهنا لايكفي توفر الشرط وإنما الشرط ذاته فيه شرط آخر وقد يكون ربطا منطقيا أو رياضيا ثم إننا لم نقل أن عكس القاعدة صحيح أي لم نقل أن عدم العمل هو عدم المال، وإنما الناس تفترض من عندها أن كل قاعدة صحيحة فعدمها صحيح ببنما الحقيقة غير ذلك، فأن لاتعمل لايعني ان ليس لك مال وأن ليس لك مال ليس يعني أنك لاتعمل القرآن حينما يعطينا بعض ملامح عن العلاقة بين الفساد في الأرض والعيش السيىء، يعطينا بعضا من الشروط فقط وليس كل الشروط، لأن القرآن ليس كتاب منطق أو رياضيات ليوصح لنا القواعد في نسق رياضي نحن علينا أن نفهم أن ما يقوله القرآن صحيح، لكن الخطأ منا نحن الذين نفترض أن الظواهر الاجتماعية يحكمها شرط وحيد بل و بسيط، وهذا التصور نوع من عجز ذهني يتحول لتدين فاسد يكرس عاهاتنا وينتهي ليصبح عوامل تنازع داخلي ************ فوزي مسعود---- #فوزي_مسعود #تأملات_فوزي_مسعود #التدين_الشكلي #التدين_الوظيفي الرابط على فايسبوك .التدين الشكلي (19): توظيف الأفهام القاصرة لمتون الدين في سياق التنازع اليومي  8-01-2023
 |
|||||||||
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: |
|||||
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور |
|||||
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته |
|||||