مرحلة الحركات الاسلامية التقليدية انتهت بتحولها لأدوات تبرير الواقع وتكريسه
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 553 محور: تفكيك منظومة فرنسا
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الحركات الاسلامية كيانات أدت أدوارا هامة في فترات تاريخية في بلداننا الاسلامية بعيد الوعي بخطر تمكن الغرب وبقاياه منا، وكانت تلك التنظيمات صدّا ضد عمليات الاقتلاع التي تعرضت لها بلداننا من طرف منظومات الغرب التي سيطرت علينا
لكن بمرور الوقت ترهّلت وانتهت تلك الكيانات لأدوات لتبرير الواقع وخدمة المتحكمين فيه
وكان البناء الفكري المؤسس الهش لتلك التنظيمات ثم شدة عمليات الصدّ ضدهم والملاحقات والمنع، أسبابا ساهمت في تلاشي فعلهم فانتهت لكيانات تدور في فلك المركزية الغربية مهمومة بالاقناع بتبعيتها لدى رافضيها
يجب اعادة تأسيس بديل تغيير الواقع يتخذ الاسلام في بعده الشامل أي إسلام العقيدة باالمفهوم الذي طرحته من قبل وليس بمفهوم الأدبيات الاسلامية، منطلقا وأداة للفعل في الواقع المحلي والعالمي، وأول شروط ذلك البديل تمحوره حول المركزية الاسلامية المستقلة المغالبة للمركزية الغربية
سينتج عن هذا القول أمران، وجوب تفكيك التشكيلات التي تقول إنها اسلامية لانها تمثل احجارا تعيق طريق البناء بل تعيق فهم الواقع حيث تعمل على تشويش حقيقته باضفاء تبريرات قبوله، ثم لأنها تشكيلات تحتكر طاقة الرفض الكامنة ضد منظومة الغرب، وهي تحتكرها في صفوفها من خلال ألاف الصادقين المنتمين إليها من المستعدين لخدمة مشروع الاسلام ثم تجمدها ولا تفعل بها أي شيء، فتبقي عليها طاقات مجمدة مخدرة بين صفوفها، فهي كأنها تحولت لتنظيمات مكلفة بمهمة منع تلك الطاقات من الفعل وحماية المركزية الغربية ومشاريعها المحلية ببلداننا من خطر تحركها ووعيها
ويعمل قادة التنظيمات التي تقول انها اسلامية على التسويق لانفسهم لدى مغالبيهم من خلال خدماتهم هذه تحديدا اي منع هذه الطاقات من التحرك والرفض ويباهون بذلك
ثانيا سينتج عن هذه الدعوة وجوب التركيز على بناء مشروع الاسلام المركزية العقدية، وهو مشروع حتما يمر من خلال بناء نماذج محلية تكون ذات افق ثوري، اي رفض كل البناء الذي تم تصميمه وبناءه منذ بداية انتصاب الحملات الغربية ببلداننا
فنحن اذن سنكون في الجيل الثاني من العمل الاسلامي، ويجب ان يكون فعلا منهجيا مؤسسا وقويا في البناء والرفض
الاسلام يستحيل ان يكون تابعا للغرب يتحكم في اموره موظف دعاية برتبة مفتي او إمام أو شيخ يعينه حاكم تعينه بدوره فرنسا، ثم نصلي باذن هؤلاء ونحفظ القرآن بإذن هؤلاء