البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك

الاسلام ليس في حاجة للطلاسم والغرائبيات

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس   
 المشاهدات: 334
 محور:  التدين الشكلي

 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


تعترضني كثير من الروايات والكلام الظاهر فساده، لكن البعض يستعمله كمتون بغرض الاقناع بالاسلام والتحبيب إليه والدعوة لفضائله، كما يتصورون

اقرؤوا معي مثلا هذا الكلام الذي تروجه صفحات: "كان الامام نافع المدني لما يقرأ القرآن يفوح المسك من فمه، فسأله أصحابه، فقال: رأيت رسول الله في المنام قرأ في فمي"

وهناك قصص أخرى من هذا النوع عن المسك الفائح والرؤى الغريبة التي تتمحور حول رؤية النبي أو الصحابة والتابعين والاولياء الصالحين، وكيف أن أحد هؤلاء بشر أحدهم بالجنة أو كيف غمره بالنور أو استيقاظه وهو غارق في السعادة أو غيرها من الهلوسات

- هناك توجه من خلال هذه المساعي، لإضفاء مسحة من الغرابة والعجائبية على الاسلام وعلى الملتزمين بتعاليمه، لكأنّ هناك اعتقادا أن قوة الدين وصلابته وإعجازه، تتأتى مع إضفاء الغرابة والاعجاب والاعجاز على مناسكه والبطولة على الملتزمين به، وهذا تزيّد لا يوجد ما يقويه من عقل أو دين

- هناك اعتقاد ضمني يحيط هذه المساعي، مفاده أن "الاسلام الصحيح" أو بدقة مراتب التدين المتقدمة لن تُبلغ الا بوجود سمات من العجائب والغرائب والكرامات على التدين والمتدين، وإلا فإن تدينك ليس مما يعتد به، وهذا اعتقاد فاسد بيّن الفساد

- في هذه المساعي الباحثة عن الغريب، هناك قول ضمني أن الاسلام ليس ذلك الذي نعرفه من فروض الدين وإنما هناك دين اخر لايحيط به إلا البعض المختارين من أصحاب الكرامات ولن يعرف أو يلحق بذلك، الا بالرؤى والاصطفاء الغامض، وهذا افتراض فيه تكلّف لا أساس له من دين وعقل

- تنتهي هذه المساعي لأمرين متزامنين، أولا تتفيه مانعرفه من الاسلام وثانيا اصطناع باطن اخر له، وهذا يؤدي لتعقيد الاسلام وجعله دينا انتقائيا طبقيا لاتبلغه إلا قلة تنتقى ليس بالعمل وإنما بطرق غامضة

- جعل مراتب التدين الجديدة تحوطها الغرابة والغموض، يحوله لتدين طقوسي محمي لايلجه إلا من يقع التصريح له، فيتحول الاسلام لمناسك تشبه طقوس المشعوذين، وهذا ينزع بالمقابل فاعلية الدين من خلال طمس ابعاده الجماعية والاجتماعية وسمات الوضوح والبساطة فيه

- الاسلام دين تكمن قوته في كونه واضحا ولا ألغاز فيه ولا طقوس غريبة تحكمه ولا سادة يتحكمون في مراتبه، الاسلام هو برنامج حياة الفرد السوي، أي يمكن لأي كان أن يعيش الاسلام من ألفه ليائه من دون فلسفات زائدة، وإنما شرائع الاسلام الاخرى أتت لتزيل الغشاوات التي أنتجها الواقع وأهواء المغالبين له

إذن نحن لسنا في حاجة للغرائبيات والعجائب والرؤى لكي نقنع بالاسلام، نحن في حاجة لطرد كوابح الواقع ومنظومات الباطل التي تصدّ عنه، وهذه أمور نقاومها بالعقل والنظر الذهني وليس بالرؤى وبالكرامات وبالمسك المتخيّل من فم النبي

-فوزي مسعود----
#فوزي_مسعود
#تأملات_فوزي_مسعود
#التدين_الشكلي
#التدين_الوظيفي

الرابط على فايسبوك
.التدين الشكلي (18): الاسلام ليس في حاجة للطلاسم والغرائبيات


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فايسبوك،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 28-12-2022  


تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء