الإرهاب الحداثي في تونس يزرع الرعب في نفوس ابنائنا ويدعوهم للإنحرافات
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 699 محور: تفكيك منظومة فرنسا
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
فهمت من بعض ما قرأت أن تلميذا مازال على الفطرة لم تفسده بعد منظومة فرنسا بتونس، اعترض على نص اباحي يدرس لهم في سياق عمليات الاقتلاع التي تستهدف التونسيين منذ عقود وتستعمل فيها كل ادوات التشكيل الذهني ومنها التعليم
لكن المكلفون بحماية القيم الكونية وصغار المحاربين هؤلاء في هذه المعركة الابدية التي تقول انها تتصدى للتطرف الاسلامي، انبروا يطاردون ذلك الطفل بل وتنادوا لمحاسبة أمه وأبيه
اتدرون ماذا يحصل فعلا بهذا البلد، اتدورن ماذا يعني هذا
اتفهمون درجة هواننا وكيف صرنا لما صرنا اليه يطاردنا بقايا فرنسا في ديارنا ويمنعوننا ان نربي ابناءنا على العفة والنقاء
هل تفهون دلالة هذا القدر من الهوان
بل اني رايت بعض منكسري الاسلام الوسطي، يتلوّن ويمسك العصا من الوسط كعادتهم يريد ان يجد تبريرا وعذرا للطفل، ولكنه بالمقابل لايرفض اصل المشكل الذي نعاني منه في تونس وهو تواصل تحكم منظومة فرنسا في ادوات التشكيل الذهني واهمها التعليم فتضع برامجه بما يخدم احقادهم ثم يطاردون ويرهبون من يرفض ذلك ويتصدى لهم
مايقع بتونس ترهيب وانتاج للارهاب الفكري الغربي تشرف عليه منظومة غريبة عن التونسيين استولت عليهم وعلى مقدراتهم، وعلينا التحرر منها والا فان بلادنا تسير بسرعة نحو الخراب الذي نشاهد بعض نماذجه في حياتنا
التونسيون يخضعون لارهاب ذهني يطاردهم كل حين ويدعوهم لترك دينهم، صممته وترعاه منظومة فرنسا التي وضعت برامج التعليم المستفزة لابنائنا وهي المنظومة خادمة الاجنبي التي تقود حربا استثنائية ضد الاسلام في تونس منذ اكثر من قرن وتدعمت اكثر منذ التسعينات واصبحت حربا مجنونة منذ مابعد الثورة، حينما خلا وفرغ لهم المجال فدعموا محارقهم تلك بالقانون فاستصدروا قانوني التكفير و الارهاب الذين بمقتضاهما وقع اجتثاث اي بذور محتملة للتدين، فكانت حربا شعواء ضد الشباب الملتزم واقتيد عشرات الالاف للسجون لمجرد انهم يصلون او يلتقون لحفظ القران
وقد رايت بعيني كيف اقتيدت فتيات بعمر الزهور للمعتقلات وكيف عبث بهن ووقع ترهيبهن، وكان ذلك بمعتقل بوشوشة وغيره حيث كنت انا ايضا معتقلا بقانون الارهاب معهن ومع غيرهن الالاف
ورايت كيف اقتيد الالاف للمعتقلات بفعل شبكة العسس (القوّادة) التي كانت تشتغل زمن بن علي ووقع احياؤها ونشطت وكلفت بالتبليغ عن كل من له شبهة تدين، اي نعم تدين، فتم اقتياد عشرات الاف للمعتقلات، واغلهم اطلق سراحهم بعد مدد الاعتقال، لكنهم في الاثناء تعرضوا لتجربة ترهيب قاسية جدا ستدعو اغلبهم لابتعاد عن الاسلام بل الانحراف، وكان هذا المقصود من عمليات الترهيب تلك المسنودة بالقوانين
وكان نتيجة ذلك ترهيب جيل كامل من التونسيين بغرض عدم الاقتراب من فكرة التدين، وانظروا نتيجة ذلك لدرجة الانحرافات التي تشهدها الان تونس حيث اقبال الشباب على المخدرات والزنا واللواط وغيرها من الموبقات
لقد ضاعت بلاد كاملة فقط لكي يرضى عنا كلاب فرنسا ولكي لا نغضب فرنسا من وراء ذلك، انها مجزرة في حق هذا البلد يجب ايقافها ولن يتم ذلك الا بتفكيك اليات عمل منظومة فرنسا واستبعاد رموزها من التحكم في التعليم والاعلام والثقيف
علينا خوض عملية تحرير ضد منظومة فرنسا وتحرير قطاعات التعليم والاعلام والتثقيف من بقايا فرنسا، وهم عموما معروفون في كل قطاع، واذا لزم علينا استصدار قانون في هذا الغرض مثلما استصدرنا قانون التصدي للارهاب، فلنصدر قانون التصدي لبقايا فرنسا
انها حرب علينا خوضها وستكون تكلفة هذه الحرب اقل من تكلفة السكوت عنها