المفاضلة بين درجات السوء، بن علي أفضل من قيس وبورقيبة أفضل من بن علي
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 618 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
بسبب طول فترات الخضوع لأدوات التوجيه والتشكيل الذهني حيث التطبيع مع معاني السلبية، ينتهي الحال بالفرد التابع لتغير المفاهيم لديه بتغير معانيها التي ستكون مؤطرة بحدود الواقع الفاسد الجديد الذي تمّ الاقناع به
ساعتها تصبح مطالب الفرد و أمانيه متنقلة في طيف ذلك الواقع، لأنه اتسع في انحرافاته وتباعدت أطرافه لدرجة أن الفرد الضحية وقع شلّه وستكون تحركاته بحثا وملاذا من أسوء مراتبه لدرجاته الأقل سوء حيث لاتجاوز أهدافه وطموحاته ذلك الاطار وتتقلص وتنحصر داخله
سيتحول الفرد الضحية لمتسول وباحث عن درجات أقل سوء هروبا من الاسوأ، فهي مفاضلة على سلم السوء ودرجاته لايستطيع النظر لخارجه
لذلك تكون أكبر أماني الفرد الإمعة التابع الرجوع لزمن بن علي هروبا من زمن قيس، لأن المجال المفاهيمي القاصر لديه يقوم بمفاضلة بين سيئين ولايستطيع ذهنيا الخروج من أسر طيف السوء أساسا، كأن يتصور أن الحل يوجد خارج تلك النماذج كلها
ويلوذ آخرون ببرامج التعليم زمن بورقيبة ويتخذونها نماذجا هروبا مما آلت إليه تلك البرامج من سوء زمن بن علي ومابعد الثورة وتحكم اليسار المتطرف في كل ذلك، والحال أن بورقيبة ذاته يمثل أحد أكبر خدم منظومة فرنسا بل إنه المؤسس لها وكل الباقي عيال عليه، لكن شدة الخضوع الذهني للواقع و أدواته التوجيهية ثم لشدة التباعد بين درجتي السوء أي بورقيبة من جهة وغيره من جهة ثانية، وقع توهم أن الأقل سوءا يمثل الحل الأمثل فما بعده مطلب
بينما هذا التوهم هو مجرد خضوع للإطار الذي صممته منظومة فرنسا التي تريدنا أن لا نخرج من المفاضلة بين درجات السوء، لكن الحقيقة أنه يمكن النظر من زاوية أخرى وسنرى الأفق رحبا يحوي حلولا كثيرة غير الاختيار بين السيئين
يمكن وجود نماذج كثيرة تنطبق عليها قاعدة المفاضلة بين درجات السوء، وهو سلوك نمطي للفرد الإمعة التابع ضحية منظومات التوجيه الذهني، والمهم معرفته أننا لن نتحرر من واقعنا البئيس مادمنا نرضى بالبقاء في سلم السوء والاختيار بين درجاته عوض استبدال تلك المسطرة التقييمية أساسا والبحث عن زاوية اخرى نحسن بها أوضاعنا