فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 611 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أنشأ المتحكمون بالواقع مناسبات عديدة تتيح لعموم الناس من ضحاياهم أن يدخلوا مسابقات وهمية وينتصروا فيها ويصبحوا أبطالا
إذن البطولة أصبحت أمرا ممكنا بل سهل المنال، ولايلزم للبطولة أي من تلك الصفات التي نعرفها في الكتب، والتي تقرب للاستحالة مما يندر توفرها في عموم الافراد
الان كل إنسان يمكنه أن يصبح بطلا ينال الاشادات ثم يتحول قدوة لغيره، ليس يلزم للبطولة كفاءات فذة، لأنها أساسا بطولة وهمية مصطنعة، المقصود ليس محتوى التميز وإنما إيهام الفرد الإمعي التابع ببطولته المتخيلة، بهدف استدراجه وتشريكه وتوظيفه في أدوار التتفيه ثم التحكم من خلاله في الواقع والتشويش عن فهمه
لذلك تجد الكثير من المسابقات وبالتوازي تجد الكثير من الأبطال والكثير من الجوائز، لايهم بعدها إن كانت مجازاة وبطولة تدور حول صفات حيوانية بدائية كالقفز والركض أو مايقربها جوائزا حول الاكل والشرب والطبخ وأخرى حول قدرات التفاهة كالرقص والتعري والصياح
كل شيء بإمكان الفرد التابع التنافس ثم البروز فيه ثم تلقي الجوائز عن ذلك والتصنيف كبطل فيها
الواقع تحول لساحة منافسة كبيرة يتدافع فيها التافهون للاقناع بتفاهاتهم في سياق قناعاتهم الساذجة أنهم أبطال فعلا حينما قفزوا وبرزوا في القفز أو أكلوا و شربوا وتميزوا في ذلك او نشروا اسرار بيوتهم وتداول الناس فضائحهم، وكلما تحكمت أدوات التشكيل الذهني في تصورات وعقليات الجموع كلما ازداد إقبال هؤلاء لما يُدعون إليه كالذباب، أي كلما زادت مساحات التحكم في الناس كلما اتسع حجم القطيع التابع الذي يتميز بدوام الفرح واللهو العابث لديه بحيث يكوّن انطباعا مغالطا أنهم في رفاهية، والحقيقة أن أغلبهم في الحضيض و أساسا ما صُيّروا لذلك الحال حيث يوظفون، الا لكي ينسوا واقعهم البئيس