لماذا يقع تفضيل النموذج الأصيل للموجودات، الزمن مكون في النموذج الأول
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 609 محور: مقالات في المعنى
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لنفترض أن هناك منتوجا أصيلا وهناك منتوجا مقلدا له، ولنفترض أن المقلد يمكن أن يكون بدقة تضاهي الاصيل بل قد تتجاوزه، لكن المنتج الاصلي يبقى متميزا وأفضل عند الكثير
خذ مثلا آخرا، حينما تسمع موسيقى لحنها عبد الوهاب مثلا ويعزفها بنفسه، ثم تسمع نفس الموسيقى يعزفها أحد أمهر العازفين، فإن عزف عبد الوهاب يبقى له تميز من نوع ما
فالمنتج أو الانجاز الاصيل رغم أنه يكون من حيث مقاييس التقييم الظاهرة مساويا لما يقلده أي نسخه وقد يكون حتى أقل دقة وكفاءة، فإنه يبقى أفضل من تلك النسخ
إذن المنتوح وعموما الموجود الاول يحوز على شيء اضافي هو سبب تفضيله، وهو الذي يعبر عنه بالاصالة
لكن ماهي تلك الاصالة، إذا كانت المقاييس الاخرى متساوية أو ناقصة لمصلحة النسخة
بمعنى آخر إذا كان الموجود الاول مساويا للثاني من حيث مكوناته، ورغم ذلك يختلفان، ذلك يعني أن سبب الاختلاف لايوجد في عناصر المحتوى ومتعلقاته، ثم إننا نعرف أن الموجود الاصيل نسبة للزمن يوجد في ترتيب سابق، وتحديدا الترتيب الاول
إذن اختلاف النموذج الاصيل مع نسخه الاخرى يوجد سببه في الزمن، أي أن النموذج الاول يتميز بشيء فريد وهو أنه يوجد تحديدا في أول زمن الوجود
بمعنى آخر الناس حينما تفضل النسخة الاصيلة من الموجود فهي بذلك تفضل اللحظة الزمنية الاولى التي شهدت النشأة، أي أن تفضيل الأصيل لايقصد به النظر للموجود في خواصه وإنما الالتفات للموجود في لحظته المتميزة الأولى، وهذا التميز ليس لأنه زمن و إلا فإن كل الموجودات النسخ الاخرى لها أيضا زمن وجود، وإنما تميزها يوجد بسبب أنها لحظة لاسابق لها
أي أنه لو أخذنا أي نسخة من الموجود فإنه يمكن أن نجد لها زمنا سابقا، وهو ما لايصح في النسخة الاولى أي الاصيلة
إذن الأصالة يمكن تعريفها أنها اللحظة الزمنية التي لا سابق لها في تعلقها بالموجود
ثم نعرف الموجود الأصيل أنه الذي يدخل عامل الزمن في تعريفه بحيث يكون في أول مسطرة الزمن