أدوات التشكيل الذهني تقمع الرأي الخاص: نموذج لوحة الموناليزا
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 617 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الكل يسمع بلوحة الموناليزا، ولسبب ما اصبحت لوحة "عَلَما"، ولا يعرف من أوّل من قرر وأوجد صفات الكمال التي تقال فيها، ولا كيف قررها، لكن كل من اتى بعد ذلك وافق عما قيل حول تك اللوحة الاسطورة، والكل يقول الآن أن المرأة موضوع تلك اللوحة مَثَل الجمال والانوثة، والكل يقول انها كذا وكذا من الكلام الجيد
الحقيقة أنا لا أرى ذلك، ماذا؟ اي نعم، وهل كفرت حينما قلت هذا، بل لا ارى اي شيء مما يجعل تلك اللوحة متميزة بل هي أقرب للوحة العادية، و لا ارى ان المراة موضوع اللوحة تلك جميلة لهذه الدرجة من التميز، بل هي اقرب لصفات اخرى مضادة
وأنا شبه متأكد ان الكثير يوافقني رايي، لكنهم لايجرؤون على قول ذلك او انهم سيتراجعون عن رأيهم مادام لايوجد في المجال العام من كان له راي مشابه لهم، اذ سيعمل صاحب الراي المخالف لما يقال ويردد، على قمع بذور رأيه الخاص وينتهي بالشك في نفسه، حيث سيقول كيف لي ان اقول رأيا انا الوحيد الذي يقوله
طيب، لماذا لايصرحون برايهم المضاد للتيار
لماذا لا يجرؤون على الاعتراض
عدم القدرة على الرفض دليل وجود سطوة لامادية مثلت مانعا امام الناس لقول ارائهم بحرية، اذن ادوات التوجيه الذهني تحولت لمانع وكابت لحريات الناس في مستواها الاولي وهو التفكير الحر وانتاج الراي وبث الشك في انفسهم، والا فالامر آراء واذواق في اخر المطاف، لكنهم يقتلون ثقة الناس في انفسهم
فأدوات التوجيه والتشكيل بل والقصف الذهني كابحة لتصورات الفرد لدرجة منعها حتى من الخروج من صدر صاحبها، وهذه عينة من فعل وقوة ادوات الضبط الجماعي وانها تحد من حريات الفرد وقامعة له حتى في مستوى التصورات فضلا عن الفعل