فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 640 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
تغمر حياتنا صناعة التكلف والتزيّد التي تصل الكلام، سأعطي عينات، تجد معلقة مكتوبا عليها التالي:
يمنع منعا باتا فعل ....
يمنع ويحجّر استعمال...
-------
كان يمكن الاكتفاء بيمنع كذا...، لماذا: منعا ثم باتا، هل يوجد منع غير بات، إن كان كذلك فهو ليس منعا إذن، ولماذا المنع والحجر كان يمكن الاكتفاء بلفظ واحد
------
أعتقد أن هذا الحشو قصده المبالغة في إضافة الدلالة للمعنى الأولي للفظ، لأن المتكلم أو واضع الكلام المكتوب، كأنه غير مقتنع بالدلالة الأولية للألفاظ
هذا سببه أن واضع الكلام المبالغ فيه، لم يتعود على إنتاج المعاني في حياته العادية، وكان يستعمل الألفاظ كأوعية لكلامه الفارغ من الدلالة، فرسخ في ذهنه أنها ألفاظ تافهة فارغة كفراغ كلامه من المعاني، وحينما أراد مرة أن ينقل معاني، بدت له تلك الألفاظ غير جديرة بنقل المعاني التي يريد تبليغها للغير
لذلك لا يكثر الحشو والتزيّد والمبالغات إلا لدى من لم يعرف عنهم إنتاج المعاني مكتوبا أو مسموعا، أي لدى الفرد التابع، من عموم الناس الإمعات و أفراد القطيع ويظهر ذلك حتى في أمور أخرى، فمثل هؤلاء إن تحدث أقسم و إن قال كلاما بالغ و إن كتب أغرق مايكتب بالحشو والتكلف