نقاش قضية اللغة العربية بالمغرب العربي:
لا اوافق الاخ المغربي الذي يفصل مشكلة العربية عن منظومة التبعية التي تحكم بلداننا
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 776 محور: مختلفات
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
بمبدارة من الصديق المغربي أحمد القاري وقع التنادي للقاء على التويتر وفي مجموعات واتساب لنقاش وضع اللغة العربية ببلدان المغرب العربي وانتهى اللقاء لإصدار مجموعة من التوصيات، وهذه ملاحظاتي حول الموضوع
1- قرر الأخ المغربي عقد اللقاء وحدد وقته ومكان عقده (مجموعات واتساب وتويتر)، ودعا لاقتراح شخصيات من مختلف البلدان العربية للمشاركة، ويبدو أنه وقع تحديد حتى مواضيع النقاش و أفقه
2- اشكر من اقترحني لتمثيل تونس في تلك الندوة، لكن الأخ احمد القاري لم يتصل بي لأشارك في ندوته
3- حين اطلاعي على توصيات الندوة لاحقا، لا أملك إلا أن أحييها و أوافق عليها كلها، لكن لي اعتراض جوهري يتمحور حول أن ذلك جيد لكنه غير كافي، لأنها توصيات لاتمس أصل سبب استبعاد اللغة العربية ببلدان المغرب العربي، فهي توصيات تنطلق من فرضية أن استبعاد العربية مجرد قرار تقني سياسي هكذا من دون خلفيات فكرية أو عقدية كانت وراء الإصرار على استعمال اللغة الفرنسية ببلداننا
4-سبق و أن دخلت في نقاش صغير مع الاخ "احمد القاري" حول زاوية تناول استبعاد اللغة العربية، واختلافي معه يتمحور حول أنه يعتبر المشكل تقنيا بحتا يمكن حله بقرار سياسي، بينما أنا اعتبر مشكلة استبعاد اللغة العربية تفصيل من مشكلة أكبر وهي تحكم المركزية العقدية والفكرية واللغوية الفرنسية في بلداننا، فمشكلة العربية ليست مشكلة تقنية و إنما مشكلة ذات أبعاد عقدية وفكرية، حلها يتفرع من حل مشكلة أكبر وهي تحكم منظومة فرنسا في بلداننا
الاخ المغربي كأنه رفض طرحي هذا وقال لي في مامعناه نحن نعمل ونتحرك مع احترام الاطار الموجود، أي أنه يرفض فكرة تناول المنظومة التي تنبع من مركزيتها استبعاد اللغة العربية
وهذا اختلاف عميق بيني وبين الاخ "القاري" لعله يصل لحد الخلاف، لأنه كما فهمت منه، لايرى مشكلة في بقاء المنظومة التي تحكم المغرب وإنما مشكلته فقط في اجراءات تتخذ لإعطاء اللغة العربية مزيدا من النفوذ
أنا أرى أن استبعاد العربية تفصيل من تحكم مركزية عقدية تحاربنا في هويتنا من لغة ودين، وأنه حتى وإن تم إعطاء مزيد من الوجود للغة العربية فإن مشكلة تبعيتنا لفرنسا ستتواصل مادمنا لم نتحرر من المركزية العقدية الغربية والتي تمثل الانظمة الحاكمة امتدادا لها
أي أن مشكلتنا الأولى توجد في مستوى أنها مع المركزية الغربية وما استبعاد اللغة العربية الا تفصيل، والانظمة الحاكمة ببلدان المغرب العربي، ممثلة وخادمة ومروجة لتلك المركزية الغربية
أنا لا أريد إحراج الاخ المغربي، ولذلك اشكره على تحركه بما يستطيع، لكني أقول له إن مجهودك جيد لكنه من جهة ثانية يعمل على تكريس منظومة التبعية للغرب أي الانظمة الحاكمة لدينا، من خلال تناول تجزيئي مغالط يصور أن مشكلتنا في اللغة منعزلة عن إطار أكبر ينتج التبعية للغير
------------
فوزي مسعود
#فوزي_مسعود
أبو ياقوت الأسمر