تأملات (39): إسلام الهوية، نموذج الصور الشخصية بجوار الكعبة بمكة
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 643 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
تحدثت مرات عن اسلام الهوية واسلام العقيدة وان التدين الفردي وشعائره هو تدين بغرض الترميز للفرد وتمييزه بدينه خلال مجال من مجموعة اكبر مغايرة، وذاك هو تدين الهوية، وان ذلك التدين شرط لازم ولكنه غير كافي للالتزام بالاسلام اي اسلام العقيدة
تدين الهوية يظهر اكثر في ممارسات التفاخر والتظاهر بالتدين، مثلا الصور التي يظهرها الذين دخلوا الحرم المكي، حيث يتواجدون بجوار الكعبة
هذه الصور احد ابعادها انها ترميز للفرد بمعاني الدين وهو بمكة، فهنا كأن الفرد يريد دعم هويته الشخصية باضافة وهي مستوى معين جديد من التدين
لا اريد نقاش ذلك الفعل من جهة الجواز الشرعي وانه رياء او لا، لكن المؤكد انه لاسباب عديدة منها التكنلوجيات تحول التدين الفردي لعامل هوية فردية اكثر وتضخم، وهذا ينتهي لتقوية بعد الهوية الفردية في الاسلام، اي تقوية اسلام الهوية على حساب ابعاد الاسلام الاخرى واهمها اسلام العقيدة الذي يتناسى وتتجاهل معه حقيقة ان واقعنا لاتضبطه المركزية العقدية الاسلامية وان كنت مسلما في تدينك الفردي الذي تتباهى به، اي ان المجال المفاهيمي الذي يغذي ادوات التشكيل الذهني من تعليم واعلام وثقافة، لا يؤطره الاسلام اي اسلام العقيدة، وانما ياخذ معانيه من مركزية عقدية غربية مغالبة