فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 635 محور: إسلام العقيدة
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
قمت بنحت مصطلحات إسلام العقيدة وإسلام الثقافة وإسلام الهوية كأدوات لتفكيك المغالطات التي تستعمل لتأبيد وضعنا التابع للمركزية الغربية والذي يوظف فيه الإسلام أي تحويل الاسلام لأداة لتأبيد حالتنا غير السوية
اولا أنا أقوم بوضع اصطلاحي، فلست ملزما إذن بالدلالات السابقة للفظي إسلام وعقيدة
ثانيا هي ثلاثة مستويات من التصورات، يمثل إسلام العقيدة النموذج المقصود بالرسالية، أي أن إسلام العقيدة هو الاسلام الواجب اتباعه والخضوع له
إسلام العقيدة هو المنظومة العقدية التي تحمل رسالة لضبط كل الوجود ببعديه الشهود (الواقع الدنيوي) والغيب، وتعطي تفسيرا لحياة الفرد ولأفعاله ولعموم وجوده في هذه الدنيا
إسلام العقيدة لايقبل أن يختزل في طقوس لاتجاوز مجال الفرد، أساسا إسلام العقيدة لاتمثل العبادات الفردية فيه إلا تفصيلا صغيرا وهي جعلت بغرض خدمة رسالته الكبرى الشاملة، فالتعبد الفردي مجرد مستوى وظيفي لخدمة أبعاد الاسلام الاخرى، أي أن التعبد الفردي أي إسلام الهوية مطلوب بغرض تكوين الفرد الرسالي الخادم لأبعاد الاسلام، وليس مراكمة التدين الفردي ثم الخضوع للواقع الذي تضبطه مركزية عقدية غربية مغالبة للاسلام
إسلام العقيدة هي الفلسفة التي منها يجب أن تتفرع كل منظومات التأثير والتحكم بالواقع، أي أن أدوات التوجيه الذهني والفعل الاقتصادي كلها يجب أن تدور في نطاق فلسفة الاسلام
إسلام العقيدة يعني أن يصبح الاسلام الرسالة، المركزية العقدية والفكرية التي منها تتزود أدوات التوجيه وانتاج معاني المفاهيم، موازيا ومتضادا مع المركزية العقدية الغربية بمختلف نماذجها
إسلام العقيدة لايقبل أن يترك أدوات التشكيل الذهني من تعليم والاعلام والثقافة نهبا لمركزية عقدية مغالبة
إسلام العقيدة لايقبل أن يكون الواقع خاضعا في مستوى مفاهيمه ومعاني أفعاله وأفق وجود الناس لفلسفة عقيدة مغالبة
إسلام العقيدة لايقبل أن يكون المنتسبون إليه تبّعا للغير المغالب عقديا في مستويات نشاطهم الفاعلة وحتى الترفيهية
إسلام العقيدة عبارة عن جهاز عظيم، تمثل الشعائر الفردية مجرد أدوات ومفاتيح تشغيل جزء من ذلك الجهاز العجيب، فلا يعقل الابقاء على تلك المنظومة معطلة والتغني بدل ذلك ببعض المفاتيح التي جعلت لفتح البراغي
--------