فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 597 محور: مقالات في المعنى
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
هناك علاقة عكسية ببن الفعل والشعار وفي مستوى الفرد بين إنجاز الفعل ورفع الشعار، إذ كلما ازدهرت الشعارات في مجال ما نلاحظ انحسار الفعل المتعلق بذلك الشعار
الشعار في أساسه نوع من التهديد، فهو وعيد بفعل سيقع، ولكنه لسبب ما مؤجل الانجاز
إذن الشعارات تهديد بالفعل المؤجل، فالشعار بهذا المعنى يتحول لاداة لتعويض عدم الفعل، بمعنى أن الشعار لايوجد عادة إلا في سياق عجز عن الفعل واستبطان التقصير في الانجاز، أو على الأقل تأجيل للفعل
لذلك تكثر الشعارات في مجتمعات العجز والتقصير، وتقل في مجتمعات الفعل والانجاز
شعارات التدين هي مظاهر التدين الفاقعة التي يمكن الاستغناء عنها، الملازمة لعدم الفعل، تظهر كدالة على التقصير في الالتزام بالاسلام العقيدة وإسرافها في إسلام الهوية أي الممارسات الشكلية الشعائرية التي تتمحور حول الفرد باعتباره ذا انتماء لمجموعة تدين بالاسلام وليس يعنيها بالمقابل فعل التدين وأثره، فتكثر مظاهر التدين وهي نوع من الاعلان على التبعية الهوياتية للدين أي اعلان عن هوية داخل سياق بشري، وهو فعل متجه للغير لا يقوم به الا من يغلبه إحساس داخلي بالتقصير في الانضباط بالدين وضوابطه اي بالاسلام العقيدة
والتظاهر بالتدين سلوك من صنف الشعارات والتهديد بالفعل الذي في هذه الحالة فعل الانضباط بالدين العقيدة، فهو كأنه يعد أنه سينضبط بالعقيدة مع إقرار أنه مازال بعيدا عن ذلك حيث يقبع في الشعارات
إذن مظاهر التدين نوع من الشعارات المعلنة على عدم فعل الالتزام بالاسلام العقيدة، بالمقابل فإنه تقلّ الشعارات ومظاهر التدين لدى المنضبطين بالاسلام وتنحسر لديهم المناسبات الشكلية وتقل زخرفة المساجد والتباهي ببنيانها، وتغيب أعمدة اسلام الهوية ودعائمه من شيوخ ومرتزقة دين ومفتين يعملون لدى السلطات، لانتفاء الحاجة إليهم أصلا، حيث كل أولئك مجرد ركائز في عمليات تتفيه الاسلام وتنزيله من مستوى عقيدة لمستوى ثقافة حيث تتحول شعائر الاسلام كالصلاة والجمع ورمضان والأعياد لمناسبات ثقافية، ويستبعد الاسلام العقيدة ويحول لما أسميه إسلام الثقافة
وما كنت أذكره بعض عينات من مستويات الإسلام الثلاثة: إسلام العقيدة وإسلام الثقافة و إسلام الهوية