نزار بهلول ونزيهة رجيبة: منظومة فرنسا حينما تنجب "المناضلين"
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 781 محور: مختلفات
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لعلكم سمعتم ان نزار بهلال الذي يدير موقعا يمثل أحد أهم أدوات الاعلام ذي الميول الفرنسية الفاعلة بتونس، وقع تتبعه في قضية قذف من تلك القضايا التي طالت العشرات زمن الانقلاب
انتفضت المنظمات الرافضة لذلك منددة، و أولها النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، التي لم تتحرك من قبل في ما اكثر من مجرد استدعاء، حيث اظهرت التجاهل حينما سجن صحفيون اخرون لاينتمون لمنظومة فرنسا اي اولئك الذين يتسمون بألقاب اليسار وعموم المنخرطين في المركزية الغربية المحاربة للمركزية الاسلامية
كما تنافس المتقطعة قلوبهم للتقرب كل مرة من رموز منظومة فرنسا الذين يحكمون تونس منذ عقود ويتسيدون الاعلام والثقافة، للتعبير عن مساندتهم لنزار بهلول بداعي المبدئية كما يقولون، وهو الذي طالما مثل موقعه أحد اهم اداة لمحاربتهم في مركزيتهم العقدية ولغتهم
وقبل نزار، انتهت عقلية التذلل لرموز منظومة فرنسا، أن جعلت أحد من تقول أنها يسارية ولها عداء شديد للمركزية الاسلامية المدعوة نزيهة رجيبة، جعلوا منها مناضلة، في مقالين يتيمين كتبتهما يوما في بن علي، و أساسا هما مقالان ليسا بهذه الاهمية والخطر الذي يمكن ان يتصوره من يسمع عنهما وصارت بهما "مناضلة"، وانما قالت كلاما فضفاضا وكانت تحتمي حين قوله بيساريتها وبكونها صحفية
والحقيقة ما حوّل نزيهة رجيبة لمناضلة تفتي في أمور تونس منذ عقود ليس مقالاها و إنما هذا الهوس لدى المنكسرين ممن يسرعون كل مرة للتقرب من اعدائهم واسنادهم، متناسين ان واقعنا اساسا منحط بسببهم
يجب أن يعرف المتقطعة أفئدتهم تعاطفا مع رموز منظومة فرنسا، أن بمثل هؤلاء الذين تناصرونهم تربعت فرنسا فوق ظهورنا وغلبتنا وحاربت لغتنا وديننا
بمثل نزار بهلول واعلامه المتفرنس حوربت هويتنا وانتشرت الفاحشة وتواصل تحكم فرنسا فينا
بمثل نزار وإعلامه تواصل تمدد فرنسا في واقعنا وازداد غلبة الهوى الفرنسي لدى التونسيين
بمثل نزار بهلول واعلامه الذي يجعل المركزية الغربية مرجعا وحكما ومنهجا، تواصل تحكم المتفرنسين في منظومة التعليم التونسي بكل مراحله، وتواصل انحطاط ثقافتنا
المبدئية التي تتخذ سببا لنصرة نزار وعموم ممثلي منظومة فرنسا بتونس، لماذا تغيب في ساحات اخرى لدى المنكسرين والمهمومين بنصرة اعدائهم
اين هذه المبدئية ولماذا تغيب عن نصرة هويتنا المستباحة من طرف فرنسا وادواتها لتشكيل الاذهان التي يمثل اعلام نزار احدها
اين نصرة المبدئية حينما ترون لغتكم تهان وتستبعد وتحارب من طرف ادوات يمثل اعلام نزوار احدها
"نزار" و"نزيهة" وعموم الدائرين في المركزية الغربية والفرنسية تحديدا، مجرد ممثلين لمنظومة فرنسا، هم أعداء لهوية التونسيين من لغة ودين، لا ينفي ذلك بعض عراكهم الداخلي كالذي حدث بن "نزار" و "بودن" وهو موضوع الشكاية ضده، هذا شجار داخلي بين مكونين من منظومة فرنسا، فما دخلنا فيه
تسلحوا بالوعي والنظر المنهجي لطبيعة صراعنا في تونس مع منظومة فرنسا، لكي لاينتهي بكم الحال لمجرد وظيفيين تستغلون بغرض صناعة رموز اخرى و "مناضلين" يدورون في فلك فرنسا ويعملون على الحاقكم بقدوتهم وربهم فرنسا، مثلما فعل من قبلكم المنكسرون مع نزيهة رجيبة التي صيّروها "مناضلة"