عملية تركيا الارهابية التي تحولت للاشادة بتركيا لدى المولعين بالتبعية للغير
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 778 محور: تأملات
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
العملية الارهابية بتركيا انتهت بايقاف فتاة
لكنها انتهت كذلك بفتح ابواب الإشادة بالامن التركي ومن وراء ذلك الاشادة بتركيا
- لاافهم هذا الولع بتركيا وعمليات تمجيدها والتذكير بانجازاتها وتفوقها
يعني مالذي سيفيدنا نحن كتونسيين ان كانت تركيا متميزة في انجاز ما
- يبدو كأن التونسيين لطول خضوعهم لفرنسا اصبحت التبعية للغير أمرا عاديا لديهم، وفهموا ان المشكلة ليست في التبعية والالحاق بالغير كفكرة وسلوك، وانما المشكلة في موضوع التبعية اي التبعية لمن، لذلك فهم يعتقدون انه يكفي ان تسب فرنسا وترفضها ولامشكل بعد ذلك ان تكون تابعا لغيرها خاصة اذا كان بلدا مسلما
هذا التصور المولع بتركيا نوع من التبعية الذهنية مثله مثل التبعية لفرنسا، لكنه يتخفى تحت غطاء كون تركيا بلدا مسلما ليس مثل فرنسا بلد الكفر، وهذا تصور ينبني على القبول بالالحاق بالغير لكن مع المفاضلة في سلمها، اي هو يقبل بالتبعية كفكرة لكنه يرفض محتوى التبعية، فهي مفاضلة على سلم التبعية فهي تخيير بين سيئين، ودليل ذلك انه يبرر ان الالحاق بتركيا افضل من الالحاق بفرنسا
هذا تصور سقيم، علينا بالمقابل ان نرفض التبعية كفكرة وليس التبعية كمحتوى، اذن علينا رفض كل التبعيات لفرنسا او لتركيا
- من جعل فكرة التبعية لتركيا تلقى رواجا هم المهاجرون لتركيا وهم عموم المطاردين من المصريين ثم بعض التونسيين وغيرهم من اصحاب التوجهات الاسلامية المستقرين بتركيا و المشتغلين عموما في قطاع الاعلام والثقافة، وهم الذين يروجون لافضال تركيا ومزاياها، وكلامهم مفهوم لحد ما باعتبار تركيا آوتهم و ووفرت لهم الشغل، لكل ذلك فكلامهم مجروح
وهذه الملاحظة تطرح اشكالا من نوع ان الاستيطان بالبلدان الاوربية يفرض علينا الاحتياط من المواقف التي يتخذها هؤلاء، لذلك نلاحظ مثلا ان قادة النهضة الذين استقر بهم الحال باوربا وخاصة فرنسا اصبحوا عموما (باستثناءات قليلة) تبعا لفرنسا ومن مكونات منظومة فرنسا بتونس مثلهم مثل الحداثيين، حيث يدافعون عن لغة فرنسا ولا يقربون فرنسا بلوم او غيره فضلا ان يتصدوا لها
- للتذكير تركيا دولة مثلها مثل اي دولة تحركها مصالحها ولاعلاقة تربطها بالاسلام الا كما تربط العلاقة بين الاسلام و تونس او المغرب او الجزائر، من يقول عكس ذلك فهو ضحية للدعاية التركية من دراما تاريخية و غيرها