الدعوة للزهد في واقع الفقر تمثل وقوفا مع القوي ضد الضعيف
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 663 محور: التدين الشكلي
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
كم من مرة تعترضني منشورات تحثّ على الزهد وعدم الالتفات للدنيا، وآخر ذلك اليوم حيث طالعني منشور يدعو المسلم في مامعناه، لعدم الغضب لفقده الشغل أو لعدم استطاعته توفير شؤون حياته المادية، ويذكره أليس أصبح بالمقابل معافى في بدنه وغيره مريض، أليس أصبح يبصر وغيره أعمى، أليس أصبح يمشي وغيره لايقدر على الحراك
ويختم المنشور بطلب المسلم أن يحمد الله على ما هو فيه ان أنعم عليه بالصحة والعافية وهي من أكبر النعم التي لا نوفيها حقها وان لايغضب مما عدا ذلك اي لنقص حاجاته المادية
لعل الخجل منع صاحب المنشور، أن يطلب منا أن نأكل الاعشاب ونحمد الله على ذلك لان غيرنا لايستطيع الاكل أصلا
حقيقة لااريد ان أطيل في هذا الموضوع، لكن اقول باختصار:
الدعوة للزهد في واقع الفقر يسمى وقوفا مع الظالم وخيانة للاسلام وليس نصرة له، وان زعم المتحدث عكس ذلك
الذي يريد نصرة الاسلام لايدعو المحتاجين للزهد، بل عليه دعوتهم لأخذ حقوقهم، ولايدعوهم للارتكاس والخمود بل عليه دعوتهم للثورة
دعوات الزهد هذه تمثل أحد ادوات خدمة الظلمة والمتحكمين بالواقع، بتوظيف الاسلام
دعوات الزهد هذه تحريف للاسلام وتحويله من دين ثورة ورفض للظلم لاداة رضوخ واقناع بالفقر والقبول به
علينا رفض هذه الدعوات التي تمثل أحد اشكال التدين المخادع، التدين الشكلي الذي يقف مع الظالم ضد المستضعفين