|
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك |
محورية الحدث عوض محورية الفكرة فوزي مسعود - تونس
المشاهدات: 500 محور: الفرد التابع  يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط تتداول في صفحات التواصل الاجتماعي صورة مؤسفة لفتاة مصرية تصدت للانقلاب فوقع ايقافها والحكم عليها ب 11 سنة سجن حينما تقرأ الخبر، يتكون لديك تعاطف مع الفتاة الموقوفة (تعاطف معها في حدث الايقاف وليس تعاطفا معها من حيث أنها متصدية للإنقلاب أي رافضة لفكرة)، وتجعلك تفاصيل الخبر المتمركزة حولها وهي بالإيقاف وصورتها المشحونة بالتعابير المختلفة، تغرق في الشجون والعاطفة نحوها كامرأة وليس كصاحبة فكرة لأن الفكرة لم تذكر أصلا بالقدر الذي ذكرت هي إذن الخبر مَرْكز الاهتمام حول الفتاة وتحديدا حول حدث إيقافها، هو لاشك كان يقصد ذم الانقلاب الذي سجنها، لكن التناول لم ينجح في فعل ذلك، إذ الكاتب غرق في الحدث وبقي هناك ونسي الموضوع الأهم الذي من أجله أصلا خرجت الفتاة و وقع إيقافها وهو فكرة الانقلاب فالحدث أغرق الموضوع ونُسيت الفكرة وهي الإنقلاب فهنا عوض أن يجاوز محطة حدث إيقاف الفتاة ويخرج منه للفكرة التي تؤطر مسار الموضوع الاشمل، بقي هناك كالفرد الكسيح يتسمّر حيث تتركه فهنا مركزية ومحورية حول الحدث عوض مركزية ومحورية الفكرة التي أنتجت ذلك الحدث و أحداثا أخرى غيره هذا التناول المتمحور حول الحدث يمثل عينة من تقصير منهجي لدى الناس، ونماذجه كثيرة، يمكن ذكر بعضها في تناول الانقلاب الذي قاده قيس سعيد بتونس، وقع الغرق في حدث الإنقلاب وبقي الناس هناك يبدؤون ويعيدون ويتجادلون حول الحدث وفاعله أي قيس، وراحت التناولات كلها تدور إما للإقناع أن الحدث انقلاب رغم أن الناس مقتنعة بذلك ابتداء فهو إذن فعل عبثي، وإما حول قيس وحملات السب والتجريح ضده، فهو فعل عبثي أيضا لأنه عمل صبياني بالمقابل لم يقع الخروج من أسر الحدث وتناوله في إطار أشمل أي تناول الانقلاب كفكرة وهو التناول الذي سيقودنا لبحث فعل الانقلاب ومابعده وماقبله وكيف نقاومه تناول الانقلاب كفكرة سيؤدي بنا لبحث مسار التحكم في تونس والنظر في من يوجه واقعنا منذ عقود لم يقع أي من ذلك وبقي الكل لحد الآن يكتبون في سب قيس الشخص، ولم يتناول أي أحد تقريبا فرنسا مثلا ولا منظومتها التي مهدت للانقلاب والتي لها المصلحة في تخريب مسار ثورتنا، تستثنى من ذلك كتابات قليلة نسبيا وهي كتابات فكرية وليست لفاعلين سياسيين النظر المغرق في الحدث من نماذجه تاريخيا حادثة قصف "الحجاج" للكعبة وموقعة "الحرة" التي فيها اغتصب جيش "يزيد" ما يقارب الألف امرأة من بنات الصحابة والتابعين ب"المدينة" وهو المكان الذي كان قلعة المقاومة و الرفض لحكم يزيد الحدث رغم تناوله (على استحياء) لم يقع النظر لاستتباعاته، أي ماذا لو تناولنا تلك الأحداث في إطار فكرة قصف الكعبة، وفكرة اغتصاب نساء المسلمين فضلا أن يكنّ بنات الصحابة والتابعين، ماذا ستكون النتيجة بالطبع لم يقع العمل على تناول تلك الأحداث كفكرة وإنما وقع تناولها كفعل مؤطر زمنيا ومقتطع من سياق سابق ولاحق ومرجعية عقدية اسلامية تمنع كل تلك الأفعال هناك نماذج أخرى للتناول المغرق في الحدث تنتهي لتكريس الواقع الفاسد وتقدم خدمات للحكام بل وتخدم أمريكا في مشاريعها التي تقوي مركزيتها العقدية، لا أريد ذكر هذه الأمثلة لأنها ستخلق حساسيات لدى من يعبد الاصنام، و أنا أريد تمرير فكرتي ولا أريد أن أخسر هؤلاء فأحرجهم بذكر قبح قدواتهم فينفضون من حولي الذي يركز على الحدث يعد فردا تقوده تبعية للغير في مستوى الانبهار بالحدث كنتيجة للوقوع تحت فكرة الفرد الفاعل ومحور الفعل فمركزية الحدث عوض مركزية الفكرة، تعد أحد نماذج استغلال وتوظيف الفرد التابع ذهنيا، وترسخ هذه العقلية لدى الناس يتيح للمتحكمين بالواقع المضي في مشاريعهم، ويكفي أن ينتجوا أحداثا فيغرق الناس في تفاصيلها وينسون الإطار المستوعب لتلك الاحداث أي فكرتها الناظمة -فوزي مسعود--- #فوزي_مسعود #تأملات_فوزي_مسعود #التوجيه_الذهني #التشكيل_الذهني #الفرد_التابع الرابط على الفايسبوك الفرد التابع (23): محورية الحدث عوض محورية الفكرة المفكر الكسيح، يبقى حيث تتركه  7-11-2022
 |
|||||||||
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: |
|||||
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور |
|||||
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته |
|||||