البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك

نحن بحاجة للدين وليس لمظاهر التدين، نريد اسلام العقيدة لا الاسلام الوظيفي

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس   
 المشاهدات: 465
 محور:  التدين الشكلي

 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


الأرجح أن الكل يعرف أمر الذي يصر على إنبات أثر للسجود في جبهته للدلالة على أنه يصلي، أو الذي كلما تحدث مع أحدهم أفهمه أنه سيلتقي به بعد صلاة العصر أو بعد صلاة الجمعة للدلالة أنه يصلي ومواظب على حضور الصلوات بالمسجد، أو الذي كلما رن هاتفه تليت معه آية قرآنية أو إستغفار للدلالة أنه تقي

ولعل بعضكم يعرف أن الذي يحج يصر أن يخاطب بلقب الحاج فيقرن اسمه بالحاج للدلالة على أنه متدين وأنه أكثر مرتبة في سلم التدين من باقي الناس

أما النساء فهن عموما أقل قوة في الاقناع بالتدين فسرعان ما ينكشفن، والكل يعرف ولاشك اللواتي يضعن غطاء الرأس للدلالة على أنهن ملتزمات ويزعمن أنه حجاب شرعي، ولكنهن سرعان ما ينقلبن ضد متطلبات الحجاب وفكرة الحجاب ودواعي الحجاب حينما يصررن على التعطر والتزين بحيث تحولن غطاء الرأس ذلك لأحد اشكال الموضة، بل وفيهن من تحول غطاء الرأس ذلك لتفصيل من لبس التبرج والاغراء من سروال وغيره، حتى قال بعضهم في مثل هؤلاء: "متدينة الرأس وحداثية الأسفل"، وهن حقيقة أقل من ذلك، هن مجرد نماذج للتائهات ضحايا عمليات الاقتلاع الذهني
--------
1- الناس بسلوكياتها التي ذكرت بعضها تريد أن تقول أن التدين صفة تمييز اجتماعي إيجابية، لذلك تسعى للاقناع بأنها تحوز تلك الصفة، أي تريد أن تقول أنها متدينة و أنها توجد بمرتبة متقدمة على ذلك السلم
فالتدين أداة للتصنيف الاجتماعي الايجابي، ولكن ليس بالضرورة للترقي الاجتماعي

2- الذي يستدعي الغير لإقناعهم بأنه متدين، لا شك أنه يقوم بذلك لداعي لديه و إلا لما كان في حاجة لاستدرار اهتمام الغير بتدينه، ، فهو يريد أن يبلغ مرتبة معينة وتحديدا متميزة إيجابيا لدى الغير، يستعمل لغرضها التدين، إذن فالتدين يتحول لأداة فعل اجتماعي واقتصادي، فالتدين بهذا المعنى وظيفة اجتماعية واقتصادية

3- الذي يريد أن يقنع غيره بأنه متدين، يستعمل ظاهر السلوك، فالتدين من حيث أنه أداة للتصنيف والتمييز الاجتماعي، لا يتناول الا ظاهر الدين أي التدين، فالتدين إذن هو مسطرة التقييم لدى الناس وليس الدين، و إن ثبت وجود ذم لتلك السلوكيات فالذم يجب ان يلحق التدين وليس الدين

4- التدين الظاهري في أساسه ليس مطلوبا لذاته، فهو فعل للاقناع بأمر آخر، إذن المطلوب والمراد الاقناع بتوفره هو الدين النظري اي المطلوب ممارسته، وليس التدين، فهو يريد أن يقول أنه ملتزم بالدين ودليل ذلك ما يحمل من مظاهر الدين كاللحية والحجاب، لكن الناس تقوم بعملية افتراض من عندها أن التدين مادام موجودا فإن الانضباط بالدين موجود، وهذه فرضية غير مبرهن عليها وهي عموما غير صحيحة

5- لتفسير الفرق بين الدين والتدين، سأستعمل النموذج الذي طرحته من قبل، وهو أن الاسلام به ثلاثة مستويات: إسلام العقيدة و إسلام الثقافة وإسلام الهوية، هذا نموذج منهجي يجعلنا نفهم بدقة مجالات علاقة الفرد بالاسلام

الإسلام في أساسه أفكار للارتقاء بوضع الفرد في دنياه وآخرته، فالأصل في الدين أنه العقيدة أي الرسالة في شكلها الفكري الفلسفي التي نزلت ابتداء،
لكن الناس حينما تمارس الدين في الواقع تنحرف به عن غير أفكاره المؤسسة لمعانيه، وتضيف إليه من فهمها الذي ليس بالضرورة منضبطا بافكار الدين وفلسفته

الدين حينما يمارسه الفرد يتحول لأفعال، وهي تبقى ممارسات دينية مادامت منضبطة بالفكرة الموجهة أي الدين العقيدة، أي مادمت تسعى للاستجابة له وتحاول التدقيق في معانيه، فيتحول التدين سعيا للتقرب من خالق الكون وطلبا لرضاه ويتحول المسلم لصاحب رسالة يحملها ويروجها وينضبط بها

اذن مادامت العقيدة هي التي تؤطر فعل التدين فإن اتجاه الاقناع في فعل التدين سيكون الله وليس الانسان (الا أن يكون اقناع الناس من صميم فعل التدين اي تفصيل من الفعل الأكبر وهو ارضاء الله بالفعل، مثل عموم المعاملات مع الناس فالمسلم مطالب ان يحسن عمله مع الناس لان ذلك شرط رضا الله)، وبالتالي سيصبح التدين فعلا مقصودا به الله وليس الواقع، وسينتج عن ذلك غياب الحاجة لاقناع الناس بالتدين وستنتهي مظاهر التنافس في مظاهر التدين، وسيصبح الحجاب سلوكا طبيعيا تلبسه المرأة المسلمة باعتباره شرط نيل رضا الله والتقرب منه، ولانه كذلك فإنه وجوبا لن يكون به اي مما يغضب الله كالتبرج وغيره

والذي يصلي مرضاة لله، فلن تنتبه له أنه يصلي وأنه قام الليل لانه غير معني اصلا باقناع الناس بذلك بل انه يسعى لعدم اطلاع الناس على عباداته خوفا من احباطها بشبهة التباهي

6- اسلام العقيدة حين يمارسه الفرد يؤثر آليا في الوقع، فيصبح الفرد ذا أثر طيب في واقعه، وسيلاحظ الناس ذلك من دون الحاجة منه لإفهامهم أنه ملتزم بالدين، وهذا هو الاسلام المطلوب، أي أن تعيش الدين العقيدة مخلصا تدينك لله، والناس ستعاملك بأثر سلوكك

7- من الجهة الأخرى، فإن التدين حينما يمارس وينقطع عن قصد التقرب من الله والاخلاص له، تصبح أفعال التدين تسابق اجتماعي وتنافس في بعد مظاهر الدين، فتصبح الصلاة تجمعات دورية بالمساجد، والمساجد ذاتها تتحول من أماكن عبادة لمقرات فنية يتنافس في ضخامتها وتاثيثها، وشهر رمضان يتحول لمناسبة دورية فنية وثقافية تقع فيها الاحتفالات والمهرجانات

سأقدم هذه القاعدة العامة التي يمكن استعمالها في فهم إسلام العقيدة و إسلام الثقافة، أي التدين الخالص والتدين الوظيفي:
"الدين حينما ينقطع عن قصد التقرب من الله وينعدم الانضباط بالاسلام في فعل التدين، ينحدر من مستوى الدين العقيدة لمستوى الممارسة الثقافية" وهذا ما أسميه اسلام الثقافة

أعتقد أن غالب تدين الناس يدخل في الممارسات الثقافية ولا علاقة له بالاسلام العقيدة

--------

**********

-فوزي مسعود----
#فوزي_مسعود
#تأملات_فوزي_مسعود
#التدين_الشكلي
#التدين_الوظيفي

الرابط على فايسبوك
التدين الشكلي (16): نحن بحاجة للدين وليس لمظاهر التدين، نريد اسلام العقيدة لا الاسلام الوظيفي


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فايسبوك،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 1-11-2022  


تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء