لماذا لايقع تنظيم تحركات ميدانية قطاعية لرفض الفرنسية
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 884 محور: تفكيك منظومة فرنسا
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أما حان الوقت للتحرك الميداني لرفض الفرنسية
الذين يتحركون من أجل حماية المحيط ومن أجل التراث المحلي ومن أجل حماية الشجرة وحماية الحيوانات البرية بل وحماية القطط والكلاب السائبة، ألا يمكنهم التحرك رفضا للفرنسية
هل استنقاذ قط أو كلب سائب أهم عندكم من استنقاذ لغتكم التي حطتها الفرنسية لمراتب الذل والهوان
تونس توجد بها توجهات فكرية مختلفة تقول بنصرة اللغة العربية ورفض الالحاق اللغوي بفرنسا، فالاسلاميون بمختلف فصائلهم والقوميون بمختلف تفريعاتهم والتونسي العادي الذي يقول إنه مستقل، كل هؤلاء يهمهم نصرة العربية، ولو تحدثت مع أحدهم لقال أنه يرفض طغيان اللغة الفرنسية كما نراها من إهانة تصبها على رؤوسنا حيث تغلق علينا أفقنا وتملأ ساحاتنا وتحولت للسان الغالب في محادثاتنا بالاعلام والثقافة والتعليم والاعمال
طيب لماذا لا يقع الانتقال لمرحلة التحرك العملي لتنزيل أفكار رفض الفرنسية
لماذا لا يقع التفكير في صياغة بديل ميداني لرفض الفرنسية في تونس
لماذا لا تُحرّر عرائض قطاعية مهنية أو طلابية وتلمذية، ترفض تدريسها باللغة الفرنسية
لماذا لا تتحرك المنظمات القطاعية كنقابات التعليم وتعلن رفضها التدريس بالفرنسية، وليكون التحرك فعالا فلنبدأ مثلا برفض استعمال الفرسية في المواد العلمية كالرياضيات التي يجب تدريسها بالعربية أو بالانقليزية ومثلها الفيزياء ثم التقنيات والاعلامية
لماذا لا تتحرك منظمات الاطباء الشبان وتعلن رفضها تدريس الطب بالفرنسية بكليات الطب التونسية، ثم المطالبة بتعويض اللغة الفرنسية بالعربية والانقليزية
ولماذا أساسا لا يقوم كبار اساتذة الطب برفضهم التدريس بالفرنسية
لماذا لا تقوم عمادة المهندسين برفضها الاعتراف بخريجي الهندسة بمدارس
الهندسة التي تستعمل الفرنسية في التدريس، وتعلن اعترافها فقط بالتي تستعمل العربية والانقليزية
يجب أن تكون هذه التحركات مدروسة بحيث تكون ذات بناء قانوني، مثلا الاحتكام لكون تونس ينص دستورها أنها دولة لغتها العربية، وعليه يمكن الاستعانة بقطاع المحاماة لخوض صراع مع منظومة فرنسا التي ستتصدى لمثل هذه التحركات
العملية صعبة لأن منظومة فرنسا لن تسكت، ولكن على التونسيين الاحرار ممن يريد التخلص من القهر والسجن الفرنسي، البدء في تنفيذ أفكارهم بتحركات ميدانية
صحيح البداية ستكون صعبة جدا، وقد تقابل بحملات سخرية، لكن يجب أن نبدأ ونتحدث عن هذه الفكرة من زوايا مختلفة كل من جهته وبطريقته
علينا أن نواصل الحفر في الجدار الصلب، جدار التبعية لفرنسا، حتى نكوّن رأيا عاما سيتعاظم رويدا رويدا إلى أن نهدم بناء فرنسا الذي يخنقنا منذ أكثر من قرن، ثم نخرج منه لنكون أحرارا كالبشر الاسوياء