نصوص ادبية وفكرية يشاد بها لغير محتواها، التوجيه الذهني في المجال الادبي والفكري
نموذج المسعدي والطيب صالح

فوزي مسعود - تونس
المشاهدات: 427
محور: المفكر التابع

يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط

يوجد نوع من الإمعية في النظر العقلي تجعل صاحبها يستقيل من التفكر والتأمل و يعتمد مقابل ذلك على ماقاله غيره لتقرير وإعطاء رأي وموقف من مسألة لامادية من تلك يدخل الفكر في مكوناتها

هناك نصوص أدبية ومقالات فكرية لا تأخذ قيمتها من ذاتها أي من محتواها المفترض أنه موضوع القبول أو الرفض، و إنما تتدخل عوامل عديدة لتسويقها فتصبح مشهورة

هذه النصوص الادبية والفكرية تتحول لما يقرب للمواد الدعائية من حيث زاوية ترويجها بين مستهلكيها، لأن شهرتها لدى القراء، كانت من خلال حوامل خارجية من غير ذاتها أي محتواها، ولأن إقبال الناس عليها ليس تلقائيا فإن موقفهم المتعلق بها ليس موقفا موضوعيا وإنما حصيلة توجيه ذهني

فالاقبال على تلك الاعمال نوع من الدفع الخارجي، و الإشادة بها فعل غير تلقائي لايجب أن يعتد به، وتقييمها أساسا فعل غير سليم من حيث أنه تقييم به مكون ناتج عن فعل التوجيه

الترويج لتلك الاعمال له أسباب عديدة، لكن عموما تتمحور في الأسباب السياسية و الايديولوجية، كأن يكون صاحب تلك الكتابات مقرب من السلطة أو خادما لمشروعها السياسي، أو تكون تلك الكتابات مروجة لفكرة أو تصور يلتقي مع المجال المفاهيمي الذي تتحرك فيه المنظومة الحاكمة

يمكن ذكر نماذج لذلك

1- المسعدي وكتاباته التي صورت كأنها فتح فلسفي، في الحقيقة لو تأملتها خال الذهن من عمليات التوجيه الدعائي الأولية، لوجدتها ليست بالقيمة التي تقال عنها، وإنما الذي يلصق بها عبارة عن قيمة مضافة لها ليس مما تحوزه حقيقة، فهناك أهمية مصنّعة، فنحن إزاء تزيّد كسيت به نصوص المسعدي

الأرجح أن سبب الترويج للمسعدي، كونه من مكونات السلطة وأداتها الايديولوجية، فالمسعدي يعد ذراع بورقيبة في مشروعه الالحاقي بفرنسا، إذ المسعدي خريج الجامعات الفرنسية وهو يحمل حقدا كبيرا ضد منظومة الزيتونة تحديدا وقد كلف أول الاستقلال بتفكيكها وأنجز ذلك بحرص شديد كأنه ينفذ انتقاما شخصيا (ينظر لمجموعة مقالات في هذا المجال بموقع بوابتي لأنس الشابي)

2- المثال الثاني رواية موسم الهجرة للشمال للطيب صالح، الذي لا أفهم حقيقة مالذي جعل ذلك العمل متميزا عن غيره حتى يفرد بتلك الأهمية، لكن يبدو أن هناك دفعا ما من منظومة متحكمة في التوجيه الذهني هي التي أقنعتهم بجدوى اعتماد تلك الرواية تحديدا، والارجح أن سبب ذلك جرأتها الأخلاقية

فهي رواية عبارة عن نص وظيفي خادم لايديولوجيا مغالبة للمجال المفاهيمي الاسلامي، هي بالتالي نص يتحرك في أفق المركزية العقدية الغربية، لذلك اعتمدت تحديدا لهذا الاعتبار، أي أنه سُوّق وروج لها كنص نموذجي للعبها ذلك الدور الوظيفي الذي كسرت به حواجزا اخلاقية وأسست لنمط جديد من الكتابات التي أصبحت تلقى رواجا بزعم أن الفن والأدب ليس فيه اخلاق، والحال أن قامات الأدب قد ردوا هذا القول، وها هو طه حسين عميد الأدب العربي قد رفض ذلك المذهب، واذكر أني قرأت له ذلك في أحد كتبه الناقدة للأعمال الادبية

أما زعم مايقال أنه تناول الصراع بين القيم وغيرها فتزيّد وتصنّغ يقع إلزام النص به من خارجه، وإلا فلو توسعنا في وجود تلك المعاني، فيمكننا إضافة معاني الصراع الحضاري وغيرها من المعاني للكثير من الكتابات مادمنا نلزم النصوص من خارجها

لذلك اعتقد انه يجب التخلص من هذه النصوص الايديولوحية وعدم تدريسها، والكف عن تصويرها كنصوص نموذجية
-----------

---فوزي مسعود------
#فوزي_مسعود
#تأملات_فوزي_مسعود

الرابط على بوابتي

. تأملات (30): نصوص ادبية وفكرية يشاد بها لغير محتواها، التوجيه الذهني في المجال الادبي والفكري
نموذج المسعدي والطيب صالح

اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فايسبوك،

27-10-2022

لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه

رابط المقال

لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال

البريد الإلكتروني

اسمك

نصوص ادبية وفكرية يشاد بها لغير محتواها، التوجيه الذهني في المجال الادبي والفكري نموذج المسعدي والطيب صالح

نصوص ادبية وفكرية يشاد بها لغير محتواها، التوجيه الذهني في المجال الادبي والفكري
نموذج المسعدي والطيب صالح