البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك

فساد فكرة تساوي الناس في حق الانتخابات

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس   
 المشاهدات: 677
 محور:  الفرد التابع

 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يجب التنويه في البداية أن هذا المقال قد يبدو للبعض عنصريا، هذا غير صحيح، فهو بحث يتناول بطريقة علمية أحد أسباب التحكم في القطيع والاستفادة من تغييبهم، وهذا جانب مهم في فهم شخصية الفرد التابع الإمعة، وهي مرحلة لازمة لمحاولة فهم هوان حالنا بحيث تتحكم فينا منظومة فرنسا منذ عقود

-----------

سأبحث في مسألة تغير القيمة الأولية المفترضة للفرد على أنها متساوية بين كل الناس، لكنها حقيقة غير ذلك، وهذا ينجر عنه التحكم في مآلات الانتخابات وبالتالي التحكم في الواقع من خلال التحكم في الافراد

1- لكل فرد مكون ذاتي يعامل من خلاله باعتباره بشرا، فهو مكون أصيل لا دخل لكسب الفرد في إيجاده
هذا المكون اللامادي الذي يوجد ابتداء لدى كل إنسان لنسمه: "عامل القيمة الذاتية للفرد"، وهو لأهميته يحترم كل فرد لقيمته تلك، ويبلغ كمال القيمة الذاتية حينما يصبح الفرد مشمولا بالحقوق المدنية في الدولة الحديثة كالانتخابات وغيرها، فهم يفترضون أن القيمة الذاتية للفرد تصل كمالها واستحقاقها في سن الرشد

2- القيمة الذاتية للفرد هي الحد القياسي المفترض انه متساوى بين الناس، وهي القيمة التي بها يتساوى الافراد داخل مجتمع ما، في الحقوق كالحق في انتخاب مترشحين للبرلمان او الرئاسة وهي كذلك القيمة المفترضة تساويها بين الكل التي تعطي للفرد الحق في ان يترشح لمناصب مسؤولية في الدولة
لكن يوجد مستوى ثاني تتيحه فكرة تساوي القيمة الذاتية وهي تساوي الناس في الحق في انتاج المواقف، ومنها اعطاء الراي في الموجود وشخصياته ورموزه

3- فرضية تساوي الحق في إنتاج المواقف يعني أن موقف فرد ما من شخصية معينة (زعيم، شيخ، ....) له نفس القيمة الاعتبارية لشخص ثاني له موقف مغاير، فأنت تكره ذلك الزعيم أو الشيخ والآخر يقدره ويعتبره قدوة، ولا يوجد مرجح يجعل رأيك أفضل من رأيه في مستوى أنه رأي، لا نتحدث عن تعليلات الراي، فذلك مستوى ثاني، أنا اتحدث في وجود الموقف والراي ابتداء، فهنا تتساوى الاراء لأنها كلها اراء متساوية لتساوي القيمة الذاتية للافراد

4- الموقف الذي يتخذه الفرد في الواقع ومنه المواقف نحو الشخصيات بتقديرهم ورفضهم أو في الانتخابات بانتخاب أحدهم ورفض آخر، موقف يتخذه الفرد نتيجة عوامل عديدة، وليس نتيجة القيمة الذاتية الاولية المفترضة له باعتباره انسانا والتي على اساسها تم القول بتساوي الحقوق في الانتخاب وتساوي الاراء المنتجة في الواقع عموما

فرأي الفرد الذي بقي فهمه ووعيه عند مستوى سن البلوغ ليس مثل رأي من بلغ فهمه ووعيه مستوى أكبر و"أفضل"، بفعل اعتبارات عديدة منها التعليم والتجربة والعوامل الذاتية كالامكانيات الذهنية، فالناس وجوبا تختلف في هذه المستويات، مما يوجب اختلافا في أرائهم من حيث عمقها و أهميتها، فهناك من يزيد من قيمة عامل القيمة الذاتية لديه وهناك من ينحدر تحت مستوى القيمة الذاتية الاولية

5- إذن يمكن القول أن موقف الفرد نحو الأشخاص وعموم المواقف بالمجتمع، يخضع لعامل لنسمه: "عامل الموقف" يكون نتيجة لعامل القيمة الذاتية متصرفا فيه، أي إما أن يكون طور وتجاوز القيمة الذاتية الاولية لديه، وإما ان يكون قد انحدر تحتها، وهو ما يمكن ان نسميه: "عامل تغيير القيمة الذاتية"

فتكون المعادلة التالية:
عامل الموقف=عامل القيمة الذاتية للفرد x عامل تغيير القيمة الذاتية

علما أن "عامل تغيير القيمة الذاتية"، يكون بالقيم التالية:
* واحد (1): الحالة الاولية للفرد البالغ المفترض، أي أن عامل الموقف هو عامل القيمة الذاتية للفرد

* أقل من واحد: حالات الفرد الذي لايقوم بتنمية وعيه وقد يصل انحداره الذهني لما يقرب الصفر لدى البلهاء والسذج

* أكثر من واحد: لدى الفرد المفترض أنه يقوم بتنمية وعيه وفهمه للواقع ورموزه

6- واقعنا بل في كل العالم، يقول بتساوي الأفراد في المواقف من حيث أنها مواقف، وهذا يؤثر على حالتين: الانتخابات وتقييم الرموز والقدوات
لنأخذ حالة الانتخابات ثم سأترك موضوع تقييم الرموز والشخصيات، لبحث آخر

الانتخابات: الناس حينما تنتخب مترشحا للانتخابات فإنها تقوم بذلك الاختبار الموقف من خلال "عامل الموقف" وليس من خلال: "عامل القيمة الذاتية للفرد"

لما كان تساوي الافراد في الانتخابات مبني على فرضية تسوايهم في قيمة أمر ما وهو كما أوضحنا "عامل القيمة الذاتية للفرد"، ولما تبين أن الانتخابات حقيقة لا تحصل من منطلق ذلك العامل و إنما من منطلق عامل آخر وهو "عامل الموقف"، ولما كان هذا العامل مختلف بين الناس، فإن الاساس المنطقي لصحة الانتخابات وتساوي الناس فيها، ينهار ويصبح فاسدا

إذن ثبت أن تساوي الناس في حق الانتخابات فكرة فاسدة لا تصح

7- طيب، لكن الانتخابات تقع رغم كل شيء وهي ستحمل اخلالات كبيرة لان فرضياتها كما بينا فاسدة غير موجودة ولايمكن أن توجد أصلا

أرى أن الحل هو إدخال تعديل ما في فرضية الإنتخابات، وهو تبديل فرضية تساوي الناس من منطلق تساويهم الاولي، ونعمل على إيجاد ما يمكن تسميته "عامل القيمة القياسي" وهو سيكون المعدل الرياضي بين عموم الناس في واقع ما، بحيث لا يقع تسليم حق الاختيار للغالبية الغوغاء بحيث يغرقون الانتخابات ويختارون من لا يستحق أن يحكمنا وذلك لضعف "عامل الموقف" لديهم، ولا نترك بالمقابل الامر لقلة متميزة بحيث تفرض اختياراتها على الغالبية
وهذا موضوع نقاش تقني يجب البحث يه بالتفصيل

لكن في كل الحالات الانتخابات بصيغها وفرضياتها الحالية خطيرة ولن تؤدي الا لمصلحة المتحكمين في توجيه الجموع من خلال ادوات التشكيل الذهني، لان تلك المنظومة (منظومة فرنسا في حالتنا) ستصيغ ذهنيات الناس بما يجعلهم ينتخبون من تريد تلك المنظومة، فعلينا اذن تغيير فرضيات الانتخبابات وكسر حلقات هذا الواقع المتحكم فيه


**********

---فوزي مسعود----
#فوزي_مسعود
#الفرد_التابع
#تأملات_فوزي_مسعود

الرابط على فايسبوك
الفرد التابع (19): فساد فكرة تساوي الناس في حق الانتخابات


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فايسبوك،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 26-10-2022  


تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء