البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك

هل يؤثر الاسلام على التونسيين وهل تعكس ثقافتهم الإسلام
نموذج الثقافة الغنائية مقارنة مع أناشيد الحركات الاسلامية

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس   
 المشاهدات: 1207
 محور:  إسلام العقيدة

 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


الثقافة هي المستوى الذي تتفاعل فيه الأفكار والتصورات المتأتية من منظومة عقدية سماوية أو وضعية، مع أفهام الناس واستيعابهم لها

فالثقافة هي الأفكار المعاشة والمستوعبة من طرف الناس في مجالهم الزماني والمكاني وبحسب طاقة أفهامهم و مدى قناعاتهم بتلك المبادئ، ثم المنزّلة في أعمال ثقافية تعكس بصمتهم وبصمة الفكر والعقيدة التي ينتمون إليها أو المفترض الانتماء إليها

الثقافة إذن مجال نقرأ من خلاله مدى تأثير أفكار عقيدة ما، أي مدى إلتزام الناس بتلك العقيدة وأفكارها

----------------

ما ألاحظه أن الاسلام له وجود ضعيف جدا في الثقافة التونسية، وهو تواجد سطحي طقوسي

الاسلام المنظومة التي تضبط الوجود ببعديه الواقع (الشهود) والغيب، وهو الاداة الثورية والمتصدي للظلمة والمناصر للمستضعفين، والذي يحمل تشريعات تعم كل مناحي الحياة، لايكاد يؤثر في الثقافة التونسية، ولن تجد أي بعد من أبعاد الاسلام المتعددة في الانشطة الثقافية

لفهم هذه الفكرة، سأتناول الأناشيد الدينية التي تمثل منتوجا ثقافيا يفترض أن يكون لصيقا بالاسلام والأكثر تمثلا لمفاهيمه، وسنرى أن هذا المنتوج الثقافي لا يعكس الاسلام إلا بطريقة سطحية ساذجة، فما بالك بالأعمال الثقافية الأخرى التي أفتكتها منظومة الاقتلاع الذهني المستخوذ عليها من قبل منطومة فرنسا، كالغناء والموسيقى والرسم والمسرح والافلام

لنأخذ أعمال رموز من يمثل الأناشيد الدينية كما يسمونها، وهي تسمية أساسا تفترض وتقول ضمنا أن الواقع التونسي لايضبطه الاسلام ولذلك خصص له حيز صغير يسمى الأناشيد، و إلا فلو كان الاسلام ينظم ويؤثر في الواقع لكانت كل الاغاني تعكس الاسلام حتى أغاني العاطفة والمعاناة وغيرها عليها أن تصطبغ بالفهم الاسلامي، لكن واقعنا المقتلع بفعل عمليات القصف الذهني المتواصلة منذ عقود لايرضى بذلك

إذن فإن أول المؤشرات الثقافية بتونس تقول باستبعاد الاسلام وعدم التعامل معه كأفق فكري ومرجعي في الاعمال الثقافية، و إنما يتناول بما يقرب للنشاط الطائفي الفلكلوري
وهذا الفصل والميز العنصري ضد الاسلام، يعكس غلبة الرؤية الغربية التي تعادي الاسلام

--------------

إذن، لنتاول منتوجات رموز هذا الفن بتونس، وهم: فوزي بن قمرة، أحمد جلمام، حسين العفريت، وغيرهم ممن لا يجاوزهم على أية حال

لننظر في أعمالهم من حيث محاور معانيها، سنجد أنها تقريبا في أغلبها تدور حول موضوع مدح النبي، ثم بدرجة أقل عن الأم، لا توجد أي محاور أخرى لتلك الاناشيد التونسية من تلك التي تخص الواقع وابعاده الاجتماعية، فهنا نلاحظ خواء فكريا وفقرا في المعاني وسطحية لتلك الأناشيد بشكل غريب

الان لكي نفهم الخلل الكبير الذي تعكسه هذه الأعمال الثقافية نسبة لعدم تمثيليتها الاسلام، لنتناول الأعمال الثقافية من نفس النوع أي الاناشيد التي أنتجتها فئات أخرى غير التونسيين وسنرى الفرق، ثم نفهم كيف أن الاسلام غير مؤثر في الثقافة التونسية، ثم لننتهي لأن عمليات استبعاد الاسلام بتونس وصلت مراحلا من الفاعلية بحيث تضيق عليه لأقل المستويات حتى تحول الاسلام كأنه موضوع منتوج فلكلوري لأحد القبائل المهددة بالاندثار في أدغال الامازون، لكي تفهموا الخطر الذي مثلته وتمثله فرنسا ومنظومتها على تونس وهويتها أو ماتبقلى منها

لنأخذ ثلاثة نماذج يستعملون الاناشيد:
أولا الحركات الاسلامية القديمة أي الاخوان المسلمون وما اشتق منها من حركات كالنهضة بتونس والمؤتمر بالسودان والسروريون بالسعودية والعدل والاحسان بالمغرب والجبهة الاسلامية بالجزائر، فهؤلاء لهم منشدون (أبو راتب، أبو الجود، أبو دجانة...) و أناشيد معروفة لديهم ، وهي أعمال ثقافية تدور معانيها حول أفكار من نوع مواجهة الواقع، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الصبر على الابتلاء وسخرية المجتمع، التعالي عن الانحرافات، الشهادة، العلاقات العاطفية المتوازية مع العمل المبدئي (نموذج قصيدة هل ترانا نلتقي لامينة قطب)، فهنا أناشيد بمواضيع تغطي تقريبا كل طيف المعاني في بعدي الواقع والغيب

ثانيا: الأناشيد التي انتشرت بداية التسعينات و أول الألفية وهي لا تنتمي لتنظيمات، ورموزها العفاسي، القطان، أبو خاطر، يحيى حوى، طيور الجنة...

وهي موجة أنتشرت مع الفضائيات والانترنت، ومواضيعها حول الحجاب والصوم والعبادات عموما، فهنا مواضيع اسلامية متنوعة لكنها لا تخرج عن مواضيع العبادات الفردية، فهي أناشيد حصرت الاسلام في البعد الفردي
ولعل هذا يفسر بكون رموزها ينتمون للاسلام حسب الفهم السعودي أي اسلام التعبد الفردي (وهو نوع من العلمانية حقيقة)
اما الواقع والبعد الاجتماعي فلا دخل للاسلام فيه من منظور ذلك التصور، وحدهم الحكام من يقرر ذلك، وتلك الأناشيد في غالبها عكست ذلك الفهم

ثالثا: وهي الأناشيد الجهادية، ومعانيها حول الجهاد في بعده الحركي أي الحرب و القتل، وهي تختزل الاسلام في بعد آخر وهو الحرب والمعارك والدعوة للصبر وقتال الكفار، وقد انتشرت مع غزو العراق وتواصلت بل ازدهرت مع سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية على أجزاء من العراق وسوريا

----------

لدينا إذن أربعة نماذج للأناشيد الاسلامية، من حيث اتساع مواضيعها فإن أكثرها شمولا الأناشيد التي انتشرت لدى ابناء الحركة الاسلامية، و أقلها الاناشيد التونسية

الحقيقة ما يسمى الأناشيد التونسية أساسا لا تتناول أي موضوع له علاقة بالاسلام، لأن مدح النبي، موضوع فيه نظر، أما البر بالوالدين فموضوع نمطي ليس به خصوصية اسلامية

الاناشيد التونسية التي يقال إنها اسلامية لا تتناول الاسلام ولا تدعو لنصرته ولا الافتخار به ولا تدعو للتصدي لاعدائه وهم كثيرون بتونس، ولا لكشفهم ولا تحض على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر

فثبت أن تونس ليس فيها الحد الادنى من الثقافة الممثلة للاسلام، وهذا مؤشر خطير على مدى استبعاد الاسلام من تونس والحرب ضده التي تمضي مند عقود من دون وجود رد عليها او دعوة لايقافها

---فوزي مسعود------
#فوزي_مسعود
#تأملات_فوزي_مسعود
#منظومة_فرنسا
#تفكيك_منظومة_فرنسا

الرابط على فايسبوك
تأملات (29): هل يؤثر الاسلام على التونسيين وهل تعكس ثقافتهم الإسلام
نموذج الثقافة الغنائية الاناشيد و "الحضرة" مقارنة مع الحركات الاسلامية


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فايسبوك،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 21-10-2022  


تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء