البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك

أطباء تونس حينما يؤدون بفرح دور الخادم لفرنسا وللغتها

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس   
 المشاهدات: 615
 محور:  تفكيك منظومة فرنسا

 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يمثل القطاع الطبي بتونس أداة نموذجية لإنتاج التبعية لفرنسا بطريقة متواصلة في الزمن، وهو إضافة لقطاع التعليم يمثل آلة تفريخ يومي ومراكمة مفاهيم القول بعلوية فرنسا ولغتها

الأخطر أن منتسبي هذا القطاع أي الاطباء يمارسون تلك الادوار السلبية بإقبال ورضاء تام من دون رفض لدور الخادم لفرنسا ولغة فرنسا والخنجر المغروس في ظهر تونس ولغتها وهويتها

-------------

تدخل عيادة طبيب (ة)، فتكوّن مباشرة الانطباع أنك لست في البلاد التونسية الدولة العربية، فالمعلقات كلها بالفرنسية حيث لا يوجد فيها أدنى احترام للتونسي إذ حتى من منطلق تسويقي، التونسي هو الحريف الذي يرتزقون من فحصه، لكنهم لا يعبؤون بمخاطبته بلغته
أبدا حتى هذا الحد الادنى الواجب من الاحترام نحو التونسي غير موجود

ثم لما تقابل الطبيب(ة)، تسألك بضع أسئلة خليط كلمات أغلبه كلمات فرنسية، وحينما يحصل أن تنطق الطبيبة كلمات بالعربية، تنطقها بمشقة لكنها مشقة مصطنعة، كأنها طبيبة فرنسية حلت لتوها بتونس في مهمة إغاثة دولية، لشدة قبح نطقها تريد أن تقول أنها متفرنسة و أنها لا تماثلك

تكتب لك الوصفة فإذا هي طلاسم قُدّت بحروف غير عربية

تفهم مما يحيط بك أنك لا تتعامل مع مقدم خدمات طبية تونسي، و إنما تتعامل مع أحدهم يعتقد أنه من فئة عرقية أخرى غير التونسيين ولغتهم وهويتهم
تفهم انك مع أحد يقرب أن يكون منبتا له مشكلة مع هويته

الاطباء يمثلون طبقة مهنية تقع في أعلى السلم من حيث تحصيلها العلمي، لكنهم للأسف يقبعون لوحدهم في أعلى سلم آخر، إنه سلم التيه النفسي والاقتلاع من هويتهم، لا ينازعهم أحد في ذلك

أستثنى من ذلك قلة لا أعرفهم، لكني افترض وجودهم بداعي النظر الموضوعي الذي يقول باحتمالية وجود من هم على غير الاغلبية

----------

الطبيب حينما ينطق بالفرنسية ويكتب للتونسي وصفة بالفرنسية، فإنه ينقل رسائل ذات دلالات قوية ومسمومة:

1- أن اللغة الفرنسية لغة العلم و أن العربية ليست كذلك، فهنا إنتاج لمفهوم علوية اللغة الفرنسية ومن ورائها فرنسا النموذج القدوة، فهذا مجهود إلحاق بفرنسا وتكريس لواقع التبيعة لها يمارسه الطبيب يوميا بموازاة عمله

2- أن يكون أعلى سلم التحصيل العلمي اي الطبيب قابلا بدور الخادم لفرنسا والترويج للغتها، فذلك يعطي رسالة لباقي التونسيين ذوي المستوى التعليمي الأقل، أن خدمة فرنسا ليست عيبا بل إنها دليل رقي اجتماعي، و ضمنيا أن مقاومتها أمر لاقمية له ولا فائدة منه، لأنه لو كان ذا فائدة لقام به من هم اكثر تحصيلا علميا وهم الاطباء

3- دور الخادم لفرنسا وللغتها والالحاق بها، يمارسه الطبيب بطريقة متصلة ومن دون رفض، وهذا يحول القطاع الطبي في تونس لمنظومة إلحاق بفرنسا، فنحن إزاء قطاع مهني تونسي خادم لجهة اجنبية، وهذا أمر غريب لايحدث الا في الدول غير السوية

4- كون الطبيب يقبل بتلك الاداور القبيحة المذلة من دون رفض، فذلك يعني وجوبا أن الاطباء التونسيين تحولوا لضحايا لعمليات اقتلاع ذهني بحيث لم ينتبهوا للادوار القميئة الي انجروا اليها من دون شعور منهم
والا فالاحتمال الثاني أننا سنفترض أن الاطباء التونسيين قبلوا بقناعة دور خدمة فرنسا وتأدية عمليات الالحاق بها والاقناع بعلويتها وهذا مستبعد
فنحن ازاء الايقاع بقطاع مهني كامل ضحية لكره الذات

الأغرب أن هذا الواقع المذل لم تقع مراجعته ولا اعادة النظر فيه منذ عقود رغم وجود تنظيمات تقول إنها تدافع عن الهوية لها منتمون في القطاع الطبي، فالكل قابل بوضع التابع، بل إنهم يفعلون ذلك بفرح وطمأنينة تقرب لطمأنينة السذج

وهذا يعطي فكرة على مدى قوة منظومة الالحاق بفرنسا من حيث دقة عملها ومنهجيته ومهنيته وخفائه

والا لكان ممكنا التخلص من الفرنسية أصلا كلغة تدريس بالجامعة لطلبة الطب، وتعويضها بالانقليزية والعربية، وتعريب الوصفات الطبية

لكن لا احد فكر في ذلك ولا اقترب منه، كيف وعمادة الاطباء تمثل أحد الواقعين تحت تأثير منظومة فرنسا بتونس، حتى مقارنة بغيرها من العمادات والمنظمات في تونس ذاتها، قارن مثلا عمادة المهندسين التي تستعمل العربية في منشوراتها ومؤتمراتها، بعمادة الأطباء التي تكاد تخلو وثائقها ومنشوراتها ومؤتمراتها من العربية

*******

--فوزي مسعود --------
#فوزي_مسعود
#منظومة_فرنسا
#تفكيك_منظومة_فرنسا

الرابط على فايسبوك
هيا نتصد لفرنسا (19): أطباء تونس حينما يؤدون دور الخادم لفرنسا وللغتها


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فايسبوك،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 19-10-2022  


تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء