الوعي الموجه وتوظيف الحماسة الدينية
القاعدة وداعش لقتال الكفار باكرانيا
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 794 محور: التدين الشكلي
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
آخر الاخبار تقول ان تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة "داعش" في اكرانيا لقتال "الكفار" الروس (ينظر للرابط في اول تعليق)، لكأن البلدان الغربية الاخرى التي تقاتل روسيا مسلمون من الصحابة والتابعين مثلا وليسوا كفارا ايضا، فلماذا تقاتل كافر دون الاخر، انه الغباء الذي يتواصل منذ عقود للاسف
ليس موضوعي هنا الحديث عن هذين التنظيمين وانما الحديث عن التلاعب بالحماسة الدينية لدى الناس لتوجيهها بحيث يقع توظيف طاقات من يعتقد نفسه يخدم الاسلام بينما هو مجرد حشو بنادق ووقود معارك لغيره
الاداة التي يقع الدخول منها لتوظيف هذه التنظيمات والشباب للقتال كل مرة في مكان هو كون القضية التي يتحركون من اجلها صحيحة في ذاتها، لكنهم لقلة وعيهم لاينظرون من زاوية اخرى لتك الحقيقة، ولو نظروا لوجدوا ان هناك حقائق اخرى تنفي مااعتقدوه حقيقة اول مرة
كتبت من قبل اكثر من مرة حول هذه الامور واسميتها الوعي الموجه، وانا اعتبر وعي عموم التونسيين مثلا بقضية فلسطين مجرد وعي موجه، اي انه وعي
متحكم فيه ظرفي لايجاوز المجال الزماني والمكاني الذي يحدده من يثير تلك القضية كل مرة، ومثله وعي الذين يتقافزون في كل حرب بالعالم معتقدين انهم ينصرون الاسلام ويحاربون الكفار
تعتبر قناة الجزيرة اكبر منتج ومروج للوعي الموجه، حيث تثير قضايا عديدة صحيحة، لكنها صحة نسبية اي من الزاوية وفي الوقت الذي يخدم من يوظف تلك القضية فقط، وهي لا تنظر من زوايا اخرى لنفس الموضوع
من ضمن قضايا الوعي الموجه نجد موضوع سوريا الذي صور كنظام قاتل دموي شيعي نصيري وهذا كلام صحيح لكنه بعض الحقيقة، التي تضخم لكي يقع تجنيد تلك التنظيمات، والا فلو كان المعتبر هو نصرة الاسلام لكان على تلك التنظيمات الجهادية التوجه قبل سوريا لمن يحارب الاسلام ولمن يدعم حكامه محاربي الاسلام في العالم ويشيعون الفاحشة بامبراطورية اعلامية لامثيل لها، وهي بالترتيب السعودية ثم الامارات وغيرها، وحين ينتهون من اولئك يمكنهم التوجه بعدها لسوريا مثلا التي توجد في ترتيب الخطورة في درجة اقل من السعودية والامارات
لكنهم لايفعلون ذلك، لانهم متحكم فيهم، لان وعيهم وعي متحكم فيه موجه
انه توظيف الناس من خلال تفاعل عامل الوعي الموجه الذي يوظف الحمية والطاقة العمياء من غياب النظر العقلي لدى عموم هؤلاء الذين يقتدون بالشيوخ والزعماء اي باشخاص لهم القدرة على التاثير، بحيث يكفي اختراقهم مخابراتيا بزرع شخص مؤثر حتى يقتادوا كلهم لحتفهم للاسف
يجب علينا القيام بعمل توعوي كبير لايقاف التلاعب بنا وبشبابنا، وهذا يكون بالعمل الفكري الذي يهدف لتوعية الناس واخراجهم من مسار التبعية الذهنية للاشخاص والاوثان التي يعبدونها من دون الله