البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك

تونس والتبعية للمركزية العقدية الغربية

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس   
 المشاهدات: 543
 محور:  إسلام العقيدة

 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


تصر كل الفواعل المفكرة (التي تسمى النخب) في تونس على التحرك في الواقع والتعامل معه من خلال البناء على الموجود وعدم مراجعة اسسه النظرية

وهؤلاء يعتبرون واقعنا في بنائه واسسه كأنه قضاء لايرد، والحال ان هذا الواقع ليس قدرا كتب علينا في الاولين، وانما هو نتيجة تصميم وهندسة فرنسا ومنظومتها التي زرعتها منذ بداية تواجدها الاحتلالي ببلادنا واكملت بناءه والتأكد من عمله حسب حاجتها حينما سلمت قيادة تونس لبقاياها في ما اصبح يعرف بالاستقلال

لكل ذلك فان من يريد تحرير تونس وتفكيك منظومة فرنسا، عليه اعادة النظر في الاسس النظرية في مستواها المفاهيمي وتفكيك الفاسد منها واعادة البناء بزاوية اخرى وبأفق اخر

من ضمن المسلمات التي زرعتها منظومة فرنسا بتونس وقبلها الكل، مسألة ان تونس غير منحازة دوليا وعليها ان لا تتدخل وغيرها من التنميقات المغالطة

وهؤلاء يقصدون بالتدخل والانحياز الجانب السياسي، ولا يتناولون اي مستوى اخر للانحياز، فهم لا يتناولون بالنقاش مستوى الانحياز الفكري والعقدي ثم الاهم من كل ذلك انهم لا يتحدثون عن المركزية العقدية التي يجب ان تعتمدها تونس

أهم نقطة لمسلمات السياسة التي وجدوها تمضي بطريقة معينة فقبلها اليساري والاسلامي هي كون بورقيبة أسس مبدأ عدم التدخل في شؤون الغير والاستقلالية السياسية

هذا الكلام مغالطة، لأن بورقيبة لم يكن يوما مستقلا سياسيا، وهو أساسا أقل من أن يستقل، فبورقيبة نتيجة نخبة زرعتها ورعتها فرنسا لتأمين مصالحها بتونس حين خروجها الشكلي، وترك لبورقيبة مجال للتحرك لكنه لايجاوز مساحة و أفق دائرة المصالح الفرنسية تحديدا

لكن المغالطة الاكبر التي لا يكاد ينتبه اليها احد، ان الحكم على الاستقلالية لا يتم من خلال المستوى السياسي، وانما يجب النظر لمستويات الفكر والعقيدة والمركزية

بورقيبة ومنظومة فرنسا عموما جعلوا تونس تابعة فكريا وعقديا للمركزية الغربية، وهذا انتح تونسيين مسخا كما نرى، عاجزين تعيقهم عقد النقص وكره الذات بحيث لم يغادروا وضع التابع الذليل الذي تغرقه احاسيس الخور والهوان و شعوره انه خلق لكي يكون لصيقا بالغير

شعور التبعية وحتميتها لدى التونسيين من العمق وقوة التمكن من اعماق النفس، بحيث انها اصبحت قناعة لدى حتى الفواعل المفكرة (النخب)

لكي نفهم فكرة التبعية أكثر، علينا تناول مفهوم ما اسميه المركزية العقدية

المركزية العقدية هي المنظومة العقدية الضابطة لمجموعات بشرية والتي تعطي معنى لوجودهم ولافعالهم، وهي عادة تكون دينا او فلسفة وضعية
منذ قرون اصبح الغرب يتحرك في نطاق منظومة عقدية نتيجة فلسفات وضعية، من محاورها فكرة ان الغرب والرجل الابيض عموما يجاوز مستواه الذهني غيره من الاجناس البشرية، وان له مهمة تحضيرية (من الحضارة) تجاه باقي العالم، وان افكاره وافعاله قصدها الاعمار ونشر الحضارة لدى الشعوب الاقل تحضرا والأدنى قيمة

فهذه مركزية غربية، ومنها تتوالد الافكار الدائرة في مساحة تلك المركزية والثقافات المجسمة لمعاني تلك المركزية

مقابل المركزية الغربية، توجد المركزية الاسلامية التي تملك تصورا للوجود يضبط كل ابعاده وتؤطر افعال الناس في الواقع وينتج عنها افكار وثقافات حسب تفاعلها مع الواقع
فالثقافة المتحركة في افق المركزية الاسلامية وجوبا لن تكون الثقافة الدائرة في افق المركزية الغربية

الفرد حينما يتحرك في الواقع فانه ضمنيا مؤطر بافكار ومفاهيم معينة تاخذ معانيها من مركزية عقدية معينة وجوبا

الخطر ياتي حينما نتناول بالنقاس المستوى السياسي والاقتصاي وغيره لكننا لا نراجع ولا نبحث في اي مركزية عقدية نتحرك

تونس منذ تكوّن منظومة فرنسا تتحرك في نطاق المركزية الغربية من دون ان يعلن عن ذلك، لذلك ترون ان الثقافة مثلا والتعليم والاعلام كلها تمضي في افق فكري يعارض الاسلام ومتناسق مع المركزية الغربية

الاخطر ان الحركات الاسلامية ايضا تتحرك في افق وتحت ظل المركزية الغربية، ودليله قبولهم بالمفاهيم الغربية كالقيم الكونية والاحتفالات التي تنتجها الثقافة الغربية كعيد المراة والام وغيرها من المناسبات الثقافية التي انتجت في سياق مركزية غربية

بل حتى تبريرهم لمفاهيمهم الاسلامية يستعملون فيها معاني مشتقة من المركزية الغربية وهذه مرحلة متقدمة من الاستيلاب الفكري، فهم يبررون لبس الحجاب بأنه حرية شخصية وهذا تبرير فكري يتحرك في مساحة المركزية الغربية ولا يبررونه بكونه فرضا اسلاميا كما تقول المركزية الاسلامية


----فوزي مسعود---
#فوزي_مسعود
#منظومة_فرنسا
#تفكيك_منظومة_فرنسا
#التوجيه_الذهني
#التشكيل_الذهني

المقال على بوابتي
المغالطات (5): تونس والمركزية العقدية الغربية


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

المركزية الغربية، الفكر، الثقافة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 11-10-2022  


تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء