فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 770 محور: تفكيك منظومة فرنسا
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
تأملات في اساسها تفاعل مع الخال عمار الجماعي
لماذا تقريبا في كل مهرجان شعبي أو مناسبة تراثية يقال ويعمل على توظيف تلك الفواعل اللامادية لتطوير السياحة كما يقال
لماذا هذا الربط وتبعية الثقافة التراثية للسياحة، علما ان السياحة قطاع أرى انه أكثر من مجرد مجال اقتصادي وانما هو قاطرة ايديولوجية وضعها مصمم منظومة الالحاق بفرنسا لكي يسرع أعمال تفكيك المجال المفاهيمي السائد بتونس أول الاستقلال خدمة لانشاء منظومة تشكيل الاذهان الجديدة التي صممتها فرنسا
فالسياحة عنصر هام لدعم المغالبة الثقافية والتسريع بترويج النموذج الثقافي المراد زرعه من طرف منظومة فرنسا اي بورقيبة وجماعته
دليل ذلك انه عمل على زرع نواتاة السياحة المغالبة اخلاقيا (سياحة التعري اي ان اولئك السواح ياتون بتحدي اخلاقي بسلوكياتهم المنحرفة كما نعرفهم) في مناطق ذات رفعة اخلاقية نسبيا كالجريد والجنوب الشرقي، فزرعوا فيها فنادق يؤمها العراة والمتهتكون اخلاقيا
اذن نحن ازاء مؤشرات مساعي لاشاعة الجراة الاخلاقية التي ستساهم في القبول بمنظومة فرنسا ومجالها المفاهيمي المغالب
فكيف نسمح بتوظيف ثقافتنا وموروثنا الثقافي الشعبي لغرض ايديولوجي عدائي
اعتقد انه يحسن الفصل بين ثقافتنا خاصة الشعبية من "زرد" وشعر شعبي ومكوناتها، وبين تبعيتها للسياحة ولزوم خدمتها السياحة
هل كتب علينا ان نرى في كل مهرجان أو احتفال بتراثنا، لافتات تؤكد وتذكر ان ذلك في خدمة السياحة
هذا يجعل تلك الثقافة ذات نمو غير اصيل أي لاتتحرك بعواملها الذاتية، وانما هي مجرد أداة لمنظومة ايديولوجية تحكم دولة الاستقلال، التي صيرت كل هياكل الدولة بمافيها السياحة ادوات للاقتلاع العقدي والالحاق القهري بفرنسا
فالربط الوجوبي بالسياحة، يصير رموزنا الثقافية وظيفيين خدما لارضاء السائح الذي في أغلبه اوروبي أي مغالب حضاريا لنا
فتوظيف تراثنا وثقافتنا لخدمة السياحة يعد أحد اشكال طمسها واعاقة نموها الطبيعي
اذن يجب قطع الربط بين الثقافة الشعبية و تراثنا وبين السياحة