المغالطات المستعملة في التوجيه الذهني: المثليون ومجتمع الميم
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 553 محور: المفكر التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
تتعرض مجتمعاتنا لعمليات قصف ذهني بحوامل مفهومية مخادعة بقصد التستر عن الغرض والنهاية لتلك المفاعيل التوجيهية الذهنية
كنت من قبل تحدثت عن مصطلح "الأم العازية"، و اليوم ساتناول مصطلحا مشابها له في مستوى: قصد التضليل المعتمد وفي الاسلوب المستعمل للتخفي وفي النهاية المقصودة من تلك المصطلحات
يتعلق الامر بمصطلح "المثليين"، ويقصد به ممارسة العملية الجنسية الشاذة اي اللواط، ولاط من معانيه اللغوية إتيان الذكر، و استحداث مصطلح المثليين هو المغالطة المعنية، وهم نحتوه للايهام بصحته لغويا اذ انه اتيان الجنس(العملية الجنسية) بين متماثلين في الجنس (ذكر/انثى) ولكنه مصطلح بدلالة احتمالية مقصودة تخفي فساد الفعل وتسفيهه نسبة لمرجع قيمي، أي ان مصطلح مثلي لغويا لا يعني وجوبا العملية الجنسية فقد يكونا مثليين في فعل آخر، لذلك فالدلالة اللغوية احتمالية وهو عامل نجاح لمصطلح مثلي لأنه مصطلح مخادع
اتناول الموضوع كما يلي
1- يستعمل مصطلح مثلي هروبا من مصطلحي الشاذ واللواطي، وذلك لما لهذين الاخيرين من حمولة دلالية ثقيلة وموجعة، واتقاء النتيجة التي تجرها تلك المصلطلحات في المجتمع من رفض ونفور وخفض مستوى فرص الترقي والنمو داخله
2- يمكن القول ان القصف الذهني وعمليات مطاردة مصطلحي الشاذ واللواطي، افلحت جزئيا في استبعاد مصطلح اللواطي والابقاء على مصطلح الشاذ، وهذا يمكن ملاحظته عند من يرفض استعمال مصطلح مثلي، فانه يستعمل مصطلح شاذ ولكنه لا يستعمل مصطلح لواطي (بالطبع هذه العلمية تتم لا اراديا بفعل التوجيه الذهني)، وتفسير ذلك ان مصطلح شاذ وان كان اقصى من مصطلح مثلي، لكنه يعد اقل حدة من مصطلح لواطي، الذي يكاد يكون اختفى نهائيا في التعامل مع هؤلاء، وهذا دليل فاعلية عمليات التشكيل الذهني التي تحميها وتقودها المنظومة المروجة لمصطلح مثلي
والقصف الذهني المرحلي للتمكين لللواطيين، يعمل على الابقاء على اقل الخطرين، لان مصطلح شاذ حين استعماله له حقل دلالي احتمالي غير جازم، فهو يشمل غير اللواطيين، فانت حينما تقول "شاذ" فقد تقصد به شاذ عن الغير في سلوكه او ماشابه وليس بالضرورة الشاذ جنسيا، فهنا توجد احتمالية للاتقاء من ثقل دلالة الفعل بتوسع دلالة مصطلح الشاذ، وهو ما لا يوجد في مصطلح لواطي ذي الدلالة التامة اللازمة لفعل اتيان الذكر
3- وجود مسعى لاتقاء تبعات مصطلحي شاذ ولواطي في المجتمع، يعني ضمنيا وجود نية لحماية من اتى ذلك الفعل وحمايته اجتماعيا، ووجود قصد الحماية دليل وجود موقف يتراوح بين التعاطف والقناعة بذلك الفعل، وحماية الشيئ يؤدي لتنميته وترويجه، فثبت ان مساعي ترويج مصطلح المثليين، غطاء للترويج لفعل اتيان الذكور مما نسميه شذوذا جنسيا ولواطا
4- اذن فان مصطلح المثليين يستعمل كاداة وظيفية لاحداث اختراق في المجتمع لترويج لنمط من السلوكيات الاخلاقية، تغالب المجال المفاهميي الاسلامي، نحن اذن ازاء نوع من الخرق الاخلاقي تحت غطاء مخادع، ولتاكيد ذلك، فان المروجين لهذا النمط السلوكي، يتحركون في افق اكبر وهو "فخر المثليين" ( Gay pride or LGBT pride) و الترويج لمايسمونه مجتمع الميم، وهي تسمية يقصد بها تجميع كل الخارجين عن القيم الاخلاقية النمطية المتعارف عليها دينيا مهما كان الدين، وهم في مسعاهم ذلك ينحتون مصطلحات تناسبهم منها الجندر الذي يقصد به عدم الاعتراف بالجنسين فقط وانما يدعون لجنس ثالث وربما رابع
5- "فخر المثليين" و "مجتمع الميم"، نمت وزادت تحركاتهم، بحيث صارت لهم امتدادات فكرية خاصة لدى التوجهات اليسارية في شقها الفوضوي، تنظر لفكرة الجندر، بل ان هذا المصطلح اصبح من صميم مقررات عديد المؤتمرات الدولية والتي تحاول الزام الدول بتبنيه، بل ان لدينا في تونس، اصبح مصطلح الجندر يستعمل عوض الجنس في عدة مؤتمرات خاصة تلك التي تمولها اطراف خارجية ويقبل عليها الكثير ممن يقال انهم مفكرون، في اقرار وموافقة ضمنية على توجهات وفكرة مجتمع الميم الذي انطلق من السلوكيات الشاذة، ولكنه لايريد ان يقف عند إتيان الذكر، وانما هم اصحاب مشروع ايديولوجي يهدف لتغيير نمط العلاقات بين الافراد داخل المجتمع