البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك

المصطلحات كأداة للتحويل الذهني: نموذج "المثليين"

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس   
 المشاهدات: 962
 محور:  المفكر التابع

 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


تتعرض مجتمعاتنا لعمليات قصف ذهني بحوامل مفهومية مخادعة بقصد التستر عن الغرض والنهاية لتلك المفاعيل التوجيهية الذهنية

كنت من قبل تحدثت عن مصطلح "الأم العازية" (*)، و اليوم سأتناول مصطلحا مشابها له في مستوى: قصد التضليل المعتمد وفي الأسلوب المستعمل للتخفي وفي النهاية المقصودة من تلك المصطلحات

يتعلق الأمر بمصطلح "المثليين"، ويقصد به ممارسة العملية الجنسية الشاذة أي اللواط، ولاط من معانيه اللغوية إتيان الذكر، و استحداث مصطلح المثليين هو المغالطة المعنية، وهم نحتوه للإيهام بصحته لغويا إذ أنه إتيان الجنس(العملية الجنسية) بين متماثلين في الجنس (ذكر/انثى) ولكنه مصطلح بدلالة احتمالية مقصودة تخفي فساد الفعل وتسفيهه نسبة لمرجع قيمي، أي أن مصطلح مثلي لغويا لا يعني وجوبا العملية الجنسية فقد يكونا مثليين في فعل آخر، لذلك فالدلالة اللغوية احتمالية وهو عامل نجاح لمصطلح مثلي لأنه مصطلح مخادع

أتناول الموضوع كما يلي

1- يستعمل مصطلح مثلي هروبا من مصطلحي الشاذ واللواطي، وذلك لما لهذين الأخيرين من حمولة دلالية ثقيلة وموجعة، واتقاء النتيجة التي تجرها تلك المصلطلحات في المجتمع من رفض ونفور وخفض مستوى فرص الترقي والنمو داخله

2- يمكن القول أن القصف الذهني وعمليات مطاردة مصطلحي الشاذ واللواطي، أفلحت جزئيا في استبعاد مصطلح اللواطي والإبقاء على مصطلح الشاذ، وهذا يمكن ملاحظته عند من يرفض استعمال مصطلح مثلي، فإنه يستعمل مصطلح شاذ ولكنه لا يستعمل مصطلح لواطي (بالطبع هذه العلمية تتم لا إراديا بفعل التوجيه الذهني)، وتفسير ذلك أن مصطلح شاذ وإن كان أقسى من مصطلح مثلي، لكنه يعد أقل حدة من مصطلح لواطي، الذي يكاد يكون اختفى نهائيا في التعامل مع هؤلاء، وهذا دليل فاعلية عمليات التشكيل الذهني التي تحميها وتقودها المنظومة المروجة لمصطلح مثلي

والقصف الذهني المرحلي للتمكين لللواطيين، يعمل على الإبقاء على أقل الخطرين، لأن مصطلح شاذ حين استعماله له حقل دلالي احتمالي غير جازم، فهو يشمل غير اللواطيين، فأنت حينما تقول "شاذ" فقد تقصد به شاذا عن الغير في سلوكه أو ماشابه وليس بالضرورة الشاذ جنسيا، فهنا توجد احتمالية للإتقاء من ثقل دلالة الفعل بتوسع دلالة مصطلح الشاذ، وهو ما لا يوجد في مصطلح لواطي ذي الدلالة التامة اللازمة لفعل اتيان الذكر

3- وجود مسعى لاتقاء تبعات مصطلحي شاذ ولواطي في المجتمع، يعني ضمنيا وجود نية لحماية من أتى ذلك الفعل وحمايته اجتماعيا، ووجود قصد الحماية دليل وجود موقف يتراوح بين التعاطف والقناعة بذلك الفعل، وحماية الشيئ يؤدي لتنميته وترويجه، فثبت أن مساعي ترويج مصطلح المثليين، غطاء للترويج لفعل إتيان الذكور مما نسميه شذوذا جنسيا ولواطا

4- إذن فإن مصطلح المثليين يستعمل كأداة وظيفية لإحداث اختراق في المجتمع لترويج لنمط من السلوكيات الاخلاقية، تغالب المجال المفاهميي الإسلامي، نحن إذن إزاء نوع من الخرق الأخلاقي تحت غطاء مخادع، ولتأكيد ذلك، فإن المروجين لهذا النمط السلوكي، يتحركون في أفق أكبر وهو "فخر المثليين" ( Gay pride or LGBT pride)‏ و الترويج لمايسمونه مجتمع الميم، وهي تسمية يقصد بها تجميع كل الخارجين عن القيم الأخلاقية النمطية المتعارف عليها دينيا مهما كان الدين، وهم في مسعاهم ذلك ينحتون مصطلحات تناسبهم منها الجندر الذي يقصد به عدم الاعتراف بالجنسين فقط وإنما يدعون لجنس ثالث وربما رابع

5- "فخر المثليين" و "مجتمع الميم"، نمت وزادت تحركاتهم، بحيث صارت لهم امتدادات فكرية خاصة لدى التوجهات اليسارية في شقها الفوضوي، تنظّر لفكرة الجندر، بل إن هذا المصطلح أصبح من صميم مقررات عديد المؤتمرات الدولية والتي تحاول إلزام الدول بتبنيه، بل إن لدينا في تونس، أصبح مصطلح الجندر يستعمل عوض الجنس في عدة مؤتمرات خاصة تلك التي تمولها أطراف خارجية ويقبل عليها الكثير ممن يقال إنهم مفكرون، في إقرار وموافقة ضمنية على توجهات وفكرة مجتمع الميم الذي انطلق من السلوكيات الشاذة، ولكنه لايريد أن يقف عند إتيان الذكر، وإنما هم أصحاب مشروع ايديولوجي يهدف لتغيير نمط العلاقات بين الافراد داخل المجتمع

---------
(*) ينظر لمقال:
المغالطات المستعملة في التوجيه الذهني: الأم العزباء
https://myportail.com/articles_myportail_facebook.php?id=10353

------------

فوزي مسعود
#فوزي_مسعود

الرابط على فايسبوك
. المصطلحات كأداة للتحويل الذهني: نموذج "المثليين"


 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 27-09-2022  


تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء