الفرد التابع وخلل البعد الواحد، تفسير الأحداث ببعد الشخص فقط: نموذج "اللحوم بالقصر"
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 748 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
تعترضني مايسمى فضيحة تزويد قصر الانقلاب باللحوم، ولكن تلك المنشورات لاتزيد على ان تتندر على قيس ومحيطه، وكيف انهم جوعى وأكلة لحوم وانهم لم يتعودوا على ذلك الرفاه والجاه، وهم يسرفون في ذلك فيقولون ان قيس كان معدما واصبح ميسورا وان اوداجه انتفخت وملامحه اشعت بفعل اليسار الذي يعيشه من بعد ان كان كالحا يابسا، وانه ليس استاذا وانما استاذا مساعدا فقط، وكيف ان زوجته كان تقرب للحاجة فأصبحت ميسورة تلبس كذا وكذا مما غلا ثمنه، وغيرها من ضروب السب البدائي التي تذكرنا بتلك التي ياتيها ويتبارى في كفاءاتها الصبية
ولو نظرت لكل مسار الثورة المهدورة والمواقف من اعدائها لما جاوزت هذا النوع من التعامل القاصر معها، فهو تناول لايجاوز الأشخاص والابداع في سبهم والتندر على لباسهم واخلاقهم وجلساتهم وغناهم وفقرهم
وارى ان هذا التناول التافه سبب فاعلية الطرف المقابل، لأنك بتركيزك على الشخص، أنما تضيع كل العوامل الاخرى المحركة لمسار الاحداث، إضافة لكونه تركيزا على الشخص في الجوانب غير الفاعلة منه، أي تركيز على الشخص في الجانب الدعائي ضده الذي يمس من صورته فقط، وليس على الشخص في جانبه الذي يتحرك به ويفعل ضدنا في الواقع
وبسبب هذا التناول يغرق الناس في التفاصيل التي تقدم لهم وينسون اطار الحدث، ينسون الانقلاب وكونه غير شرعي فيلتزمون بقوانينه وقراراته، وينسون المنظومة التي دعمت الانقلاب، ولايستطيعون أصلا النظر وفهم من دعم الانقلاب ووفر شروطه ويسعى للاتيان بغير قيس في حال ذهابه
ثم ان العجز عن الاحاطة بصورة الحدث، أمر لازم للتناول الجزئي
وهذا خلل يجب ان نتجاوزه، لكي نغير واقعنا، ولفهم ذلك، هناك نقاط كالتالي:
الاحداث حينما تدخل الوجود، تضبطها ثلاثة ابعاد وهي: الفرد / الانسان، الزمن، المكان
ولفهم مسار حدث ما يفترض ان نتناول ونتعقب بالبحث كل هذه الأبعاد وتغيراتها نسبة لبعضها، لأنها متغيرات
اولا افعال الفرد خلال مسار الحدث، تحتمل تغيرا نسبة لبعدي/ متغيري الزمن والمكان
ثانيا مكان ما في خضم الحدث، يحتمل ان يشهد تغيرا ما نسبة لتغير الأشخاص به أو نسبة لتغير الزمن
وثالثا فان الزمن المتحرك فيه الحدث، يحتمل تغير الافراد خلاله وتغيرت الامكنة التي يقع لها الحدث
اذن فهم الواقع يجب ان يمر وجوبا بفهم هذه الأبعاد الثلاثة
لكن الفرد التابع الامعة الذي يفضل ان لايعمل كل طاقاته لفهم الواقع، ولسبب ما، يختار من كل تلك العوامل ذلك المتعلق بالفرد فقط، فيركز عليه ويتناسى البعدين الاخرين
فهم الأبعاد الثلاثة للحدث يجب ان لايكون فهما منفصلا وانما تناولها نسبة للأبعاد الاخرى، لكونها متغيرات، في هذه الحالة من التناول وجوبا ستصبح بصدد معطيات كثيرة تنير زوايا من الحدث الذي أنت بصدد بحثه
أي ان تناول بعد واحد وتحديدا الفرد، يجعله حتى في ذلك البعد ذا معطيات ثابتة، وحتى ماتراه أنت من تغير فلست أنت من تملك رؤيته وانما طرف ما هو من زودك به، لأن رؤيتك الاحادية الثابتة المنفصلة عن بعدي الزمن والمكان عاجزة ابتداء عن الاحاطة بالحدث
أي لو قربنا الامور للفهم بطريقة رياضية، فكأنما احدهم بصدد النظر لنقطة فقط في مساحة ثلاثية الابعاد، تصور كم من النقاط توجد بجسم ما، لكنك أنت تنظر لتلك النقطة فقط من كل ذلك الجسم، انه الفشل في الاحاطة بالحقيقة، حقيقة الحدث
لذلك علينا النظر لكل ابعاد الحدث، أي لابعاد المكان والزمان والفرد، ولخلفيات تلك الابعاد، لأن الخلفية المحركة الفكرية أو السياسية أو غيرها، تدخل في تفاصيل النظر وفهم المكان وسبب تغير الفعل نسبة للزمن