آيات القرآن والحكم هروبا من الواقع، نموذج انصار "النهضة"
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 873 محور: التدين الشكلي
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الدين و آلياته المختلفة جعلت لتحسن حياة الفرد من خلال تغيير الواقع، فالدين اداة للتثوير و أول دليل ذلك ان كل الانبياء كانوا ثوارا غيروا المنظومات الضابطة لواقعهم و آخرهم نبي شرعة الاسلام محمد صلى الله عليه وسلم الذي دمر منظومات الواقع لدى العرب والفرس والروم
لكن البعض يستعمل الدين ليس للفعل ولكن كاداة لتاجيل الفعل وتعويضا عن عجزه عن ترك اثر بالواقع، علما ان الفعل له مستويات، فآخره الانجاز المادي لكن قبله مستويات اخرى منها الفهم الفعال المتجه لتثوير الواقع واستبدال فواعله، فلا يقولن لي احد ان تغيير الواقع ليس سهلا، نحن نتحدث عن ما مادون الفعل المادي، نحن نتحدث عن عجز في مستوى الفهم والتحريض، فهنا عجز نفسي ذاتي لا عذر له بالاسباب الخارجية، عجز ذهني لايريد الخروج من اسر منظومة الواقع التي شكلتها فرنسا منذ عقود بتونس، والتي يعتبرها قادة النهضة مسلمة تكاد تكون أية قرانية فيبنون عليها
مقابل ما يفعله الانقلاب من عبث دوري بجماعة النهضة، حيث كلما عنّ لقيس ان يمضي وقته او يلقي ظلال من العتمة عن مشكلة ما، الا ويتناول احد قادة النهضة ممن يجده في متناوله بيسر لا يضاهيه حتى يسر القبض على خروف أعد للذبح
مقابل ذلك توجد اعتراضات مكتومة من ابناء النهضة، اعتراض على الانقلاب واعتراض على التسليم الذي تقابل به قيادتهم ذاك الانقلاب، لكنها اعتراضات لا تفعل ولا حتى تدعو للتنظم لكسر سياج الذل هذا الذي وضعهم "حكماؤهم" فيه، لا، هم يعتبرون "حكماءهم" اولئك يحوزون على قَبَس يكاد يكون ربانيا، بحيث لا يعارضون وأنّى لهم ان يفقهوا كما يفقهون
اذن ماذا يفعلون لكي يعترضوا
انهم يلتجؤون لآيات القرآن التي تتوعد الظالمين يوم القيامة، بينما يتوسل آخرون بالشعر واخرون بالحكم التي تتوعد كلها الظلمة باشد الهزائم واقصى العقوبات
لكن لا الاية القرانية ولا تلك الحكم تقول انها ستقضي على الانقلاب في الواقع، وماذا سيفيدنا نحن ان وقع تعذيب الظالم يوم القيامة، ماذا سيغير ذلك من واقعنا الان
ثم إن هؤلاء اللائذون بالشعر والحكم لم يوضحوا لنا متى سيقع القصاص من الظالم، وهل سنكون احياء حينما يحصل ذلك القصاص، اما انه قصاص رمزي معنوي
----فوزي مسعود----
#فوزي_مسعود
#منظومة_فرنسا
#تفكيك_منظومة_فرنسا