دلالة افواج الهاربين من تونس (الحرقة): نماذج للفرد الامعة التابع
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 873 محور: تأملات
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
حينما ترى مايقع من شيوع هذه الظاهرة جغرافيا وعمريا ومستوى تعليمي، تقفز لذهنك فكرة انه يوجد شيئ غير طبيعي في هذا الامر الغريب
1- الامر لا علاقة له بالشغل، ودليل ذلك ان هؤلاء الهاربين للبحر في الوقت الذي يرفضون فيه العمل بتونس وهي مواطن الشغل التي يتقاطر عليها الافارقة الان ، مستعدون بالمقابل ان يعملوا رافعي فواضل لدى الطليان والفرنسيس وغاسلي اواني، وهل يتوقعون ان يجدوا شغلا افضل من ذلك، تي هم حتى الاطباء التونسيون الذين يهربون لفرنسا يعاملون بتمييز عنصري ويقع خلاصهم اقل من الفرنسيين ويرمى بهم في المناطق الداخلية (نعم كل من يترك بلده وهي في حاجة له ويهرب خاصة اصحاب الشهائد العليا، مجرد مرتزق)
2- الامر لا علاقة له بالمستوى العلمي ودليل ذلك ان الكثير من هؤلاء الهرّابة لهم مستويات جامعية
اعتقد ان المسالة لديها علاقة بالوعي والقابلية للتاثر بالسائد، فهؤلاء كانوا ضحية القصف الذهني الذي جعلهم يكرهون بلدهم، القصف الذهني الذي شاع في تونس خلال العشرية الفارطة وتولته منظومة فرنسا، القصف الذهني الذي جعلهم يصدقون انه لايوجد شغل رغم ان الشغل الذي يبحثون عنه بايطاليا موجود بتونس ودليله وجود عمال افارقة
القصف الذهني الذي جعلهم يصدقون انهم حين يهروبون سيجدون هناك الشغل وان حالهم سيتحسن، في حين ان نسبة كثيرة من هؤلاء ينتهي بهم الحال ضحايا لعصابات الجريمة المنظمة ومروجي مخدرات، اما الفتيات فكثير منهن يتحولن للدعارة
بل اني شاهدت مرة وثائقي حول الشباب الذكور من امثال هؤلاء خاصة صغار السن، كيف يتحولون لضحايا شبكات اللواط، بل اني شاهدت تونسيا اصلا وكان ساعتها في احدى الحدائق العامة ينتظر "حريفا"، وكان يتأسف لحاله ساعتها
انه الاعلام والمناخ الذهني العام هو الذي صور تونس جحيما والحال انها ليست كذلك، تونس لم تكن جحيما لكن منظومة فرنسا هي التي صورتها كذلك في نطاق مهمتها اسقاط تجربة الثورة
انه التوجيه الذهني الذي ابتلع كل هؤلاء الهرابة مستغلا قابليتهم للتصديق باعتبارهم افرادا امعات تابعين لايملكون القدرة الذهنية للتحليل والتأمل الذاتي في مايقال
----------- فوزي مسعود ------------
#فوزي_مسعود
#تونس_التاريخية_الكبرى