البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

تواصل المجازر ضد الروهينغا

كاتب المقال منير شفيق   
 المشاهدات: 2583



ليس ثمة من قضية بعد القضية الفلسطينية، أكثر عدالة من قضية شعب الروهينغا، إن جاز التعبير، أو في الأدق، روهينغا ميانمار (أو بورما).

يعتبر الروهينغيون في ميانمار أنفسهم مواطنين أصليين مثل بوذيي ميانمار وذلك من حيث التاريخ والمواطنة في البلد. ولكن حكام ميانمار والمتعصبين من البوذيين لا سيما، وللعجب من رجال الدين إن صح هذا التعبير، يعتبرون الروهينغا بأنهم غرباء ويجب أن يخرجوا من بورما لسبب واحد كونهم مسلمين. وعندما راحوا يطبقون سياسة التهجير المطلوبة إلى البلدان المجاورة مثل بنغلادش باعتبار الروهينغا من أصول بنغالية، أنكرت بنغلادش هذا النسب. وراح جيشها يمعن باضطهاد من هرب من الروهينغا قصراً.

ولكي تستطيع سلطات ميانمار تنفيذ عملية التهجير كان يجب أن ترتكب من قبل البوذيين جرائم تضرب بالأرواح والممتلكات وصولاً إلى حرق قرى، وأحياء في المدن، بأكملها. الأمر الذي يدل أن الروهينغا متجذرون في ميانمار. وعاشوا في قرى، وأحياء، لمدى مئات أو آلاف السنين. وليسوا حالة مهاجرين متسللين أو طارئين في البلد. هذا وقد دلت عملية الاقتلاع هذه بعد أكثر من عشر سنين منذ بدأت تأخذ شكلاً منهجياً وخطة تطبق خطوة خطوة، على أن الروهينغا المسالمين الضعفاء جزء لا يتجزأ من الشعب والسكان القدماء الأصليين، وإلاّ كيف سكنوا قرى زراعية محسوبة عليهم كاملة، وأقاموا أحياء في المدن تتسم بالقدم مثل كل الأحياء القديمة. ولماذا استمرت المذابح بلا انقطاع، وما زالت جارية على قدم وساق. ويكفي متابعة حرق القرى (2600 منزلاً) خلال الأسبوع الأخير من آب/أغسطس 2017. الأمر الذي أثار الصحافة العالمية في الغرب، وهي المتواطئة من خلال السكوت عما يجري للروهينغا في ميانمار، عدا النزر اليسير من الإدانات بما يشبه رفع العتب، أو ذر الرماد في العيون.

في الحقيقة التقصير شبه كامل، وشبه شامل عالمياً في ما يتعلق بقضية الروهينغا.

فأين أوروبا وأمريكا والدول الكبرى الأخرى من الجرائم التي ترتكب في ميانمار وكلها تدخل في جرائم الإبادة، والميز العنصري، وانتهاك حقوق الإنسان، والضرب عرض الحائط بكل القيم العليا.

وأين هيئة الأمم المتحدة وأمينها العام العتيد والذي سبقه من قضية مسلمي الروهينغا في ميانمار. أين هيئة الأمم وأمناؤها العامون خلال عشر السنوات الماضية واحترامهم لميثاق هيئة الأمم المتحدة وأين ما تحمله لجنة حقوق الإنسان التابعة لهيئة الأمم من مبادئ ومسؤوليات؟

ثم أين منظمة التعاون الإسلامي من قضية الروهينغا عدا بعض البيانات الخجولة التي لم تحرك ساكناً؟ وأين أعضاء منظمة التعاون الإسلامي للتحرك كدول إسلامية في مختلف المحافل الدولية. الأمر الذي شجع، والحالة هذه سكوت الدول الأخرى، كما شجع المجازر التي ترتكب بحق مسلمي الروهينغا.

وأين جامعة الدول العربية وأمينها العام ودولها من عمليات الإبادة التي يتعرض لها مسلمو الروهينغا؟ أم أن أكثر هذه الدول لا يمكن لومها، وهي تتغاضى عما يرتكبه العدو الصهيوني من جرائم بحق الشعب الفلسطيني وقدسه وأرضه، وما عليها من مقدسات إسلامية ومسيحية. بل انتقلت بعض تلك الدول من حالة التقصير والتغاضي إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني.

وأين أخيراً، وليس آخراً، المنظمات العالمية والإسلامية والعربية التي حملت رايات الدفاع عن حقوق الإنسان والعدالة وكرامة الشعوب؟

باختصار ثمة جرائم لا تحصى ترتكب يومياً بحق مسلمي الروهينغا كل يوم وكل ساعة، لا لسبب إلاّ لكونهم مسلمين عاديين مسالمين لا يطالبون إلاّ بحقهم في الاعتراف بهم مواطنين أصليين في ميانمار. فهذه قضية ليس من مجال في إنكار ما تتسم به من حق وعدالة. الأمر الذي يسمح بالقول أنها تأتي في هذه الظروف بعد قضية فلسطين من حيث عدالتها.

أما لماذا تأتي بعد قضية فلسطين من حيث العدالة فلأن من ينفذها هي الأكثرية البورمية البوذية الأصلية ضد جزء من الشعب في ميانمار ولأسباب دينية قابلة للعلاج. ولكن في فلسطين فقد جاء مستوطنون مهاجرون من الخارج وقاموا باقتلاع الشعب الأصلي وحلوا مكانه، وشنوا حرب وجود ضده وما زالوا يفعلون. ومن ثم ليس هناك من علاج في الحديث عن المساواة أو السلام أو العيش المشترك، كما هو الحال في ميانمار.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الرهينغا، ميانمار، قتل المسلمين، المسلمون،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 4-09-2017   المصدر: عربي 21

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
صالح النعامي ، عراق المطيري، د - المنجي الكعبي، خبَّاب بن مروان الحمد، محرر "بوابتي"، محمد اسعد بيوض التميمي، د. أحمد بشير، د. أحمد محمد سليمان، محمود فاروق سيد شعبان، محمد يحي، سامح لطف الله، العادل السمعلي، الهيثم زعفان، تونسي، علي الكاش، فوزي مسعود ، سفيان عبد الكافي، د - مصطفى فهمي، صلاح المختار، عبد الرزاق قيراط ، صباح الموسوي ، فتحي العابد، د - الضاوي خوالدية، إيمى الأشقر، إياد محمود حسين ، سيد السباعي، أحمد ملحم، سليمان أحمد أبو ستة، سلام الشماع، سلوى المغربي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، رشيد السيد أحمد، د. صلاح عودة الله ، عبد الله زيدان، حاتم الصولي، المولدي الفرجاني، د. مصطفى يوسف اللداوي، سامر أبو رمان ، ضحى عبد الرحمن، صلاح الحريري، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د. خالد الطراولي ، محمد عمر غرس الله، د- هاني ابوالفتوح، مجدى داود، أحمد النعيمي، عمر غازي، كريم فارق، أنس الشابي، أحمد الحباسي، يزيد بن الحسين، جاسم الرصيف، د. عادل محمد عايش الأسطل، أبو سمية، محمد الطرابلسي، محمود سلطان، د.محمد فتحي عبد العال، مراد قميزة، محمد شمام ، وائل بنجدو، عمار غيلوفي، صفاء العراقي، فتحـي قاره بيبـان، نادية سعد، حسن عثمان، ياسين أحمد، حسني إبراهيم عبد العظيم، علي عبد العال، أ.د. مصطفى رجب، الهادي المثلوثي، رافد العزاوي، د - محمد بن موسى الشريف ، د. عبد الآله المالكي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، مصطفي زهران، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - عادل رضا، عبد الله الفقير، رمضان حينوني، محمد الياسين، طلال قسومي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، منجي باكير، د - صالح المازقي، د. طارق عبد الحليم، عزيز العرباوي، الناصر الرقيق، عبد الغني مزوز، د- جابر قميحة، صفاء العربي، رافع القارصي، د- محمد رحال، إسراء أبو رمان، ماهر عدنان قنديل، محمد أحمد عزوز، د- محمود علي عريقات، محمد العيادي، مصطفى منيغ، فتحي الزغل، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سعود السبعاني، فهمي شراب، د - شاكر الحوكي ، كريم السليتي، يحيي البوليني، حميدة الطيلوش، رضا الدبّابي، خالد الجاف ، عواطف منصور، محمود طرشوبي، د - محمد بنيعيش، حسن الطرابلسي، أشرف إبراهيم حجاج، أحمد بوادي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة