البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

في صراعات "العَلْمَنَة" و"الأَسْلَمَة" على المجال العام

كاتب المقال أحمد طه   
 المشاهدات: 3351



فجّرت دعوة الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، في خطابه بمناسبة العيد الوطني للمرأة في 13 أغسطس/آب الجاري، إلى مساواة المرأة بالرجل في أحكام المواريث، والسماح بزواج المسلمة من غير المسلم، جدلاً واسعا تجاوز الداخل التونسي إلى فضاء العالم العربي. وتنوّعت ردود الفعل من المؤيّدين المُتحمّسين الذين رأوا في الدعوة تجديداً حضارياً، إلى الرافضين المُنددّين الذين رأوا فيها تمرّداً على ثوابت شرعية، في تجدّد لجدلية الاستقطاب القديم - الجديد بين الإسلاميين والعلمانيين، إذ يقع لبّ الخلاف بين من يعتبر المسألة مجرّد قضية اجتماعية، تخضع لقيم التطوّر العصري والمواثيق الحقوقية من دون اعتبار للنصّ الديني أو المرجعية الحضارية، ومن يعتبرها قضية شرعية، تخضع بالأساس للنصوص الدينية وقيم المرجعية الحضارية.

والحقيقة أنّ هذا المشهد مليء بدلالاتٍ فكرية، وسياسية، كثيفة تستحقّ التوقّف والتحليل، فقد لقيت الدعوة ترحيباً كبيراً في أوساط القوى العلمانية في العالم العربي، والتي رأت فيها نقلة تجديدية حضارية، تحمل قدراً من العصرنة والاستنارة، وكسراً للجمود والتقليد، وهو ما يحمل قدراً كبيراً من التناقضات الذاتية التي تتصادم مع ثوابت منهجية في أصول العلمانية (!). فقد بدا الشقّ العلماني من المشهد حاملاً لقدر من الهزل يفوق بكثير ما فيه من الجدّ، حيث تقول أبسط أصول العلمانية بالفصل بين ما هو ديني وما هو سياسي، وهو ما يتنافى تماماً مع خروج رأس السلطة التنفيذية متحدّثاً في شأن قضية محكومةٍ بضوابط شرعية وفقهية، خارجة عن نطاق صلاحياته. إلى جانب أنّ هذه الدعوة جاءت بطريقة فوقية سلطوية، تجاهلت أبسط قواعد الديمقراطية التي تفرض الاحتكام إلى الشعب، لمعرفة رأيه في تعديلاتٍ تقع في صميم الشأن المجتمعي. أمّا الطريف بحقّ فهو حالة الابتهاج العلماني لنزع حقّ أصيل من حقوق المجتمع ومنحه للسلطة، ولتغوّل السياسي على الديني بهذه الصورة. وقد بلغ هزل المشهد مبلغاً يدعو إلى الضحك،عندما خرج علينا بعضهم من غلاة العلمانيين الحداثيين، وهم يرتدون مسوح "المقاصديين"، ليحدّثونا عن ضرورة اتباع "مقاصد الشريعة" في العدل والمساواة لإنصاف المرأة (!) وهو ما يحمل دلالاتٍ دامغةً على جهل فاضح بالتراث الإسلامي، وبآليات التعامل معه، وعلى خلط كبير بين الشرعي والتاريخي، وبين الديني والسياسي، وبين الدولتي والمجتمعي، كما تعكس قدراً كبيراً من الاستعلاء المعرفي لدى الدوائر العلمانية، المصحوب بنظرة "استشراقية" إلى حال عموم الناس، دافعةً إلى محاولة فرض الوصاية على المجتمع.

ويُعدّ هذا الموقف امتداداً لمواقف غالبية العلمانيين في السنوات الأخيرة التي تمركزت حول مكايدة الإسلاميين، وافتعال معارك ورقية بغير جندٍ، وإثارة عواصف هلامية بغير ريحٍ، تستهدف تقويض الهوية الحضارية، وملاحقة مظاهرها، وتحجيم حضورها بأية صورة في المجال العام، مثل قضايا الحجاب، و"البوركيني"، والحضور الدستوري للشريعة الإسلامية.

انشغل العلمانيون، طوال الفترة الماضية، بمحاولة الإجابة على سؤال كيفية مكايدة الإسلاميين وتحجيم حضورهم، أكثر من محاولاتهم كسر حالة الهزال الجماهيري، والضمور الشعبي، والكساح المجتمعي، التي يعانون منها منذ عقود (يقتصر وجودهم على مجرّد "شِلل" نخبوية تعيش في أبراج عاجية، ومجتمعات مخملية منبتّة الصلة وجدانياً ونفسياً عن واقع الغالبية)، عبر محاولة التمدّد لبناء قواعد شعبية، واكتساب أرضية مجتمعية، بالاشتباك مع قضايا تمّس اهتمامات عموم المواطنين، وهو ما أوقعهم في أخطاء فادحة سياسياً وأخلاقياً، وتناقضات ذاتية فجّة، باصطفافهم مع توجهّات سلطوية، وتأييدهم إجراءات استثنائية، مدفوعين بالنكاية والتشفي في خصومهم من الإسلاميين.

أخفق العلمانيون طوال العقود الماضية في "علمنة" المجتمع بصورة تحتية، بتحقيق اختراقٍ ملموس أو اكتساب أرضية مجتمعية ذات بالٍ خارج دوائرهم الاجتماعية النخبوية المحدودة، فلم يبق لديهم إلا القيام بتغيير فوقي "دولتي"، يجنح إلى تحقيق "العلمنة" بصورة قسرية، من أجل تفكيك النظام الاجتماعي، وإعادة صياغة البنية الحضارية المجتمعية التي فشل العلمانيون في تغييرها عبر أكثر من قرن، وتُعدّ تلك المحاولات وقوداً مثالياً لنشر التطرّف.

وهنا يتجاوز مفهوم العلمانية نقطة فصل الدين عن السياسة إلى مرحلة فصل الدين عن المجتمع، وسلخه عن هويته، وتبني قطيعةٍ معرفيةٍ كاملة معها، والسعي إلى الصدام مع قيم مرجعيته الحضارية، ونفيها كليا من المجال العام، وشطبها من العقل الجمعي للمجتمع، وتحويله إلى مجتمع منزوع المرجعية، وهو أمر غير قابل للتحقق، حيث لا توجد دولة، ولا نظام، ولا فرد، ولا جماعة، إلا ولها مرجعية ما في تعاملاتها، ونظمها، وعلاقاتها، تتكوّن من الأصول الفكرية، والثقافية العامة التي تؤمن بها الجماعة، وتشكّل قوة التماسك الأساسية في تشكّلها، بوصفها جماعةً بشريةً، وفقاً لطارق البشري.

عملية "العلمنة" التي يتبناها بعض العلمانيين هي الوجه الآخر لعملية "الأسلمة" التي ينتهجها بعض الإسلاميين، وكلتاهما محكوم عليها بالفشل، لأنهما تقومان على فرضية نقصان أهلية المجتمع وعدم بلوغه الرشد، واستخدام أنياب الدولة لفرض الوصاية عليه، فكما أنّ فكرة قيام تنظيم باختراق مؤسسات الدولة والاستيلاء عليها، من أجل إدخال المجتمع بطريقةٍ تعسّفيةٍ إلى حظيرة التنظيم، وإعادة اكتشافه هويته الحضارية، فكرة عقيمة وبائسة، كذلك فإنّ فكرة استعمال مطرقة الدولة من أجل "علمنة" المجتمع بصورة إكراهية، وتغيير خواصّ تربته الحضارية، أشدّ عقماً وبؤساً، فالمجتمع وحده الذي يختار مرجعيته الحضارية، وليس بإمكان أحدٍ، أيّاً كان، أن يفرضها عليه، كما أنّ المجتمع هو الوصيّ على المنظومة القيمية والأخلاقية، وليست الدولة وصيّة عليها إلا بالقدر الذي يمنحه لها المجتمع.

أُصيبت ثورة 25 يناير في مصر بانتكاسة كبيرة، بعد سقوطها في هاوية الاستقطاب الإسلامي – العلماني الذي أشعله فريقان "سلطويان" لا يعرفان الديمقراطية، ظنّ الأول أنّ الثورة قامت من أجل إعادة اكتشاف الهوية الحضارية، وظنّ الثاني أنّها فرصة لسلخ المجتمع عن هويته، وغابت مطالب الثورة، وغاب الوعي بالتناقض الرئيسي مع شبكات المصالح الفاسدة، وبجوهر الصراع السياسي والاجتماعي، والمعركة الحقيقية مع البنية السلطوية المتجذّرة، واحتكار السلطة والثروة، وتغوّل الدولة على المجتمع، وبكل أسفٍ يبدو أنّ هذا المشهد الاستقطابي مرشّحٌ للتكرار مستقبلاً.

ليس هذا المشهد الجدلي حالة استثنائية منفصلة، وإنّما هو حلقة في سلسلة طويلة متصلة، تمتدّ جذورها إلى نشأة الدولة الوطنية الحديثة في العالم العربي، والتشوّهات الخلقية التي صاحبت ولادتها، بعد فشلها في تقديم إجاباتٍ على أسئلة بنيوية كبيرة، متعلّقة بالهوية الحضارية، وحضور الدين في المجال العام، والموقف من التغريب، وتذويب الذات الحضارية، والموقف من التراث، والصراع التاريخي بين الوافد والموروث، وإشكالية العلاقة بين الديني والسياسي.

وعليه، من المتوقع أن نشهد، في المستقبل القريب، حلقات جدلية جديدة ذات طبيعة استقطابية نخبوية، حتّى يأتي وقت تحصل فيه تلك الأسئلة العالقة على إجابات "الحدّ الأدنى" التي تقود إلى نواة تمثّل توافق "الحدّ الأدنى" بين النُخَب من الإسلاميين والعلمانيين، يتفقون فيه على إطار فكري وسياسي، لإدارة الخلافات فيما بينهم، وعدم انفجارها إلى صراع صفري، يجنح خلاله كل طرفٍ إلى الإجهاز على الآخر، فلن يشهد المجال العام العربي قدراً من الاستقرار، حتى يعرف العلمانيون أنّ احترام المرجعية الحضارية للمجتمع، وحضور الدين في المجال العام، لا يعني ردّة حضارية، أو النيْل من الحريّات، وحتى يعرف الإسلاميون أنّ مناخ الحريّات لا يعني الانحلال القيمي والأخلاقي، أو استباحة المُقدّسات.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، العلمانيوت، بقايا فرنسا، أتباع الغرب، التبعية، الميراث،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 2-09-2017   المصدر: العربي الجديد

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
كريم السليتي، محمد أحمد عزوز، سعود السبعاني، علي الكاش، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، حسن عثمان، عبد العزيز كحيل، علي عبد العال، خالد الجاف ، د- جابر قميحة، المولدي اليوسفي، تونسي، الهيثم زعفان، محمود سلطان، د- محمود علي عريقات، سيد السباعي، طلال قسومي، د- محمد رحال، عواطف منصور، مصطفى منيغ، أحمد الحباسي، عبد الغني مزوز، صفاء العربي، محمود طرشوبي، حسني إبراهيم عبد العظيم، عمار غيلوفي، حاتم الصولي، فتحي العابد، نادية سعد، مصطفي زهران، كريم فارق، يحيي البوليني، سلوى المغربي، فتحـي قاره بيبـان، وائل بنجدو، بيلسان قيصر، إياد محمود حسين ، صالح النعامي ، محمد العيادي، المولدي الفرجاني، الهادي المثلوثي، د - الضاوي خوالدية، د - عادل رضا، حميدة الطيلوش، مجدى داود، محمد شمام ، خبَّاب بن مروان الحمد، عبد الله الفقير، منجي باكير، عبد الله زيدان، صلاح الحريري، مراد قميزة، طارق خفاجي، سامح لطف الله، د. صلاح عودة الله ، أنس الشابي، د.محمد فتحي عبد العال، عزيز العرباوي، د - محمد بن موسى الشريف ، د. أحمد بشير، جاسم الرصيف، إيمى الأشقر، محمد الياسين، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أحمد النعيمي، رمضان حينوني، أحمد بوادي، صلاح المختار، د - صالح المازقي، ضحى عبد الرحمن، د. طارق عبد الحليم، العادل السمعلي، محمد علي العقربي، د - شاكر الحوكي ، أشرف إبراهيم حجاج، سليمان أحمد أبو ستة، د - المنجي الكعبي، عبد الرزاق قيراط ، د. أحمد محمد سليمان، د. ضرغام عبد الله الدباغ، صباح الموسوي ، رضا الدبّابي، صفاء العراقي، يزيد بن الحسين، فهمي شراب، ياسين أحمد، د - مصطفى فهمي، د. عادل محمد عايش الأسطل، رحاب اسعد بيوض التميمي، رافد العزاوي، د. خالد الطراولي ، أ.د. مصطفى رجب، الناصر الرقيق، د- هاني ابوالفتوح، محمد يحي، عمر غازي، فوزي مسعود ، محمد اسعد بيوض التميمي، محمود فاروق سيد شعبان، فتحي الزغل، محرر "بوابتي"، سلام الشماع، أبو سمية، عراق المطيري، رشيد السيد أحمد، محمد عمر غرس الله، إسراء أبو رمان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. عبد الآله المالكي، د - محمد بنيعيش، سفيان عبد الكافي، سامر أبو رمان ، رافع القارصي، حسن الطرابلسي، أحمد ملحم، محمد الطرابلسي، ماهر عدنان قنديل،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز