مواسم الخيرات تجارتنا الرابحة على الفور لا التراخي
سلوى المغربي - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4230
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الحمد لله الذي جعل حج بيته العتيق شرعة لأهل الإيمان، من لدن إبراهيم عليه السلام إلى محمد خير الأنام صلوات الله عليه وسلامه , وجعل الكعبة المشرفة قبلة المسلمين في كل مكان تجتمع قلوبهم عليها في كل زمان، وجعل قلوبهم تهوي الى حج بيته الحرام وكتب الحج في اشهر محددة بتوقيت معين وعبادة مخصوصة قال تعالى(الحج أشهر معلوما ت فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج) [البقرة- 197]
الحج من أفضل الطاعات عند الله عز وجل، وأجل الأعمال الصالحة لمحو الذنوب ووسيلة للعفو والغفران وعودة صفحة الإنسان بيضاء خالية من سيئاته كيوم ولدته أمه وفرصة عظيمة للعتق من النيران
عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه» رواه البخاري.
قالت عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة
وأنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة» رواه مسلم.
وهو ركن هام من أركان الإسلام الأساسية من نكرها فقد كفر ومن جحدها فقد خرج من الملة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام» رواه البخاري ومسلم
وسُئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله، قيل: ثم ماذا؟ قال: جهاد في سبيل الله، قيل: ثم ماذا؟ قال: حج مبرور. رواه البخاري.
وجوب حج البيت على الفور جاءت الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة بوجوب الحج على الفور ما دامت توفرت وتحققت الاستطاعة
عن ابن عباس- رضي الله عنهما -قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تعجلوا إلى الحج فإن أحدكم لا يدري ما يعارض له" رواه احمد
وقد اختلف العلماء في وجوب الحج على الفور أو إمكانيته على التراخي ويرجع ذلك إلى اختلافهم في تحديد زمن نزول آيات الحج ووجوبها على الفور فقيل في سنة خمس ، وقيل في سنة ست ، وقيل في سنة تسع ، وقيل في سنة عشر ،
وأقربها إلى الصواب القولان الأخيران ، وهو أنه فرض في سنة تسع أو سنة عشر .
والدليل قوله تعالى : ( ولله على الناس حجُّ البيت من استطاع إليه سبيلا ) ففي هذه الآية وجوب الحج وقد نزلت عام الوفود أواخر سنة تسع ، فيكون الحج فرض أواخر سنة تسع . انظر زاد المعاد 3/595 )
أما قوله تعالى : (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ) (البقرة:196). نزلت هذه الآية - كما ذكر المفسرون - في الحديْبيَّة سنة ست للهجرة، حين صدَّ المشركون المسلمين عن بيت الله الحرام، ولم يكن الحج قد فُرض بعدُ، فالمقصود من الكلام في الآية العمرة،
وذُكِر الحج تبشيرًا للمؤمنين بأنهم سيتمكنون من الحج فيما بعدُ، وهذا من معجزات القرآن .
وآية آل عمران (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا)(97)،
نزلت بعد ذلك سنة تسع أو عشـر وفيها فرض الحج ، ولهذا كان أصح القولين أن فرض الحج كان متأخـراً ومن قال إنه فرض سنة ست فإنه احتـج بآيـة الإتمام ، وهـو غلـط ، فإن الآية إنما أمر فيـها بإتمامها لمن شـرع فيهـما . مجموع الفتاوى 26/7 .
وقد احتج العلماء بالتراخي اعتمادا على تأخير النبي صلى الله عليه وسلم لحجته إلى العام العاشر , واستنادا للتفسير وأعوام نزول الآيتين يتضح أن آية فرض الحج كانت في العام التاسع من الهجرة وقد أدى الرسول صلى الله عليه وسلم فريضة الحج في العام العاشر أي لم يجعلها على التراخي .
أسباب تأخر حج النبي
- المانع من التأخير هو احتمال الفوات، ولم يكن في تأخيره ذلك فوات، لعلمه صلى الله عليه وسلم من طريق الوحي أنه سيحج قبل موته ، قال الله تعالى: ﴿ لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً ﴾ [الفتح: 27] .
ـ وتراخيه صلى الله عليه وسلم إنما كان لكراهة الاختلاط في الحج بأهل الشرك، لأنهم كانوا يحجون ويطوفون بالبيت عراة ففي تأخيره العذر .
وقد أرسل أبا بكر و علياً ليعلنا في الناس ألا يطوف بعد العام بالبيت مشرك ولا عريان؛ لأن المشركين كانوا يطوفون بالبيت عرايا، ويقولون: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك إلا شريكاً هو لك تملكته وما ملك،
قال تعالى: وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً [الأنفال:35]
ـ لاشتغاله صلى الله عليه وسلم بالوفود وتمهيد قواعد الدين وتعليم العبادات والجهاد .
أدلة وجوبه على الفور من الكتاب والسنة
الآيات الدالة على سرعة الإقبال على الله وطاعته كثيرة نذكر منها :
قال تعالى :{وَمَا أَعْجَلَكَ عَن قَوْمِكَ يَا مُوسَى (83) قَالَ هُمْ أُولَاء عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى (84)}طه
(وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ) آل عمران
{إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ } الانبياء 90
{ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ }الحديد:21
الأحاديث الدالة على الفور :
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من أراد الحج فليعجل ، فإنه قد يمرض المريض ، وتضل الراحلة ، وتكون الحاجة " . رواه أحمد
وعنه أنه صلى الله عليه وسلم قال : " تعجلوا الحج - يعني الفريضة - فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له " رواه أحمد أي : ما يعرض له من مرض أو حاجة .
عن أبي هريرة قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " يا أيها الناس ، إن الله كتب عليكم الحج فحجوا " رواه البخاري ومسلم .
وفي أَثَرٍ صح سنده إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: ( من أطاق الحج فلم يحج، فسواء عليه مات يهوديًا أو نصرانيًا ) ولم يصح بهذا المعنى حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال عمر بن الخطاب : لقد هممت أن أبعث رجالا إلى هذه الأمصار فينظروا كل من كان له جدة ولم يحج فيضربوا عليهم الجزية ما هم بمسلمين ، ما هم بمسلمين . رواه سعيد في سننه
وروي عن علي – رضي الله عنه – أنه قال: " من قدر على الحج فتركه فلا عليه أن يموت يهودياً أو نصرانياً " .
رزقنا الله وإياكم حج بيته الحرام عاجلا غير اجل وكتبنا من عتقائه الذين يباهي بهم ملائكته ويجعل لنا حجا مبرورا وذنبا مغفورا وسعيا مشكورا وان نقبل على الله بقلب خاشع خاضع منكسر مقبل مخلص غير مدبر ولا شحيح
وليثق العبد أنه حين ينفق المال الكثير من أجل حجه واعتماره، فقد وعده الله سبحانه أن يعوضه خيرًا مما بذل لأجل طاعته، قال تعالى:{ وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين } (سبأ:39) .
وليتذكر انه في ضمان الله وامانه ، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: «ثلاثة في ضمان الله -عزّ و جلّ-رجل خرج الى مسجد من مساجد الله عز وجل , ورجل خرج غازيا في سبيل الله , ورجلٌ خرج حاجًّا» صححه الألباني 3051 في صحيح الجامع.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: